تطوران بارزان شهدتهما القمة الخليجية التي عقدت في البحرين الأسبوع الماضي, أكدا التحول في مواقف دول مجلس التعاون الخليجي تجاه المخاطر الخارجية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة, وانتقلا بدول المجلس من مرحلة القول إلي الفعل، وتمثل التطور الأول في إعلان البيان الختامي للقمة, مباركة قادة دول المجلس إنشاء قيادة عسكرية موحدة, تتولي التنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البحرية والجوية المخصصة والإضافية في دول مجلس التعاون الخليجي الست. والتطور الثاني هو تأكيد اعلان الصخير الذي صدر في ختام القمة, أن أي اعتداء علي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي هو اعتداء علي جميع دول المجلس, ويضاف لذلك كله اعتماد الاتفاقية الأمنية التي قال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني أنها لا تقتصر فقط علي مكافحة الجريمة وإنما تستهدف تعزيز الأمن لتوفير الاستقرار المطلوب لتحقيق التكامل الاقتصادي وخطط التنمية والتعاون في مجال مواجهة الكوارث, وتأكيد البيان الختامي للقمة أهمية تكثيف التعاون بين الأجهزة الأمنية في الدول الأعضاء وخاصة في مجال تبادل المعلومات الأمنية.هذه التطورات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن دول مجلس التعاون باتت علي يقين من أن الادانات وحدها لا تكفي, وأن الالتزام بسياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم تدخل الدول في شئون الدول الأخري لا ينبغي أن يكون احاديا ومن طرف دون الأخر, وأن لغة التهديد التي تستخدمها بعض الدول لا يردعها سوي اتخاذ الاجراءات والخطوات التي تؤكد أن أي من دول مجلس التعاون لا تعمل منفردة علي الصعيدين العسكري والأمني. وجاء اعلان الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي عهد السعودية ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بأن بلاده تقدمت بمشروع مقترح للنظام الأساسي للاتحاد الخليجي, الذي دعا اليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والتطلع إلي أن يتم الاعلان عن ولادة هذا الاتحاد في قمة خليجية استثنائية ينتظر أن تعقد في العاصمة السعودية الرياض العام المقبل2013, لتكتمل ملامح الصورة وتأكيد عزم دول مجلس التعاون الجاد علي مواجهة المخاطر بالأفعال. وكان لافتا في هذا الاطار ما تضمنه البيان الختامي من انتقادات لإيران جاءت هذه المرة أكثر حدة, وخاصة في تأكيد القمة علي ضرورة أن تكف ايران فورا ونهائيا عن التدخل في شئون دول المجلس وعن كل الممارسات والسياسات والإجراءات التي تزيد التوتر وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة, والتشديد علي ضرورة التزام إيران بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية, وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.ويبدو التدخل الإيراني واضحا في الحالة البحرينية وتصريحات المسئولين الايرانيين التي لا تتوقف لهجتها العدائية تجاه البحرين, وأخرها تصريح حسين أمير عبداللهيان معاون وزير الخارجية الايرانية وسفير طهران السابق في المنامة بأن البحرين تستخدم غازات سامة ضد المحتجين علي حد تعبيره, فضلا عن حالة الهياج والتصريحات المنفلتة التي تناثرت شظاياها من طهران بمجرد الاعلان عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الداعية لقيام الاتحاد الخليجي بين دول مجلس التعاون. ولم تكتف القمة بذلك بل انتقدت وبحدة أيضا موقف ايران من احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث طنب الصغري وطنب الكبري وأبو موسي, وعبرت عن الأسف لعدم احراز الاتصالات مع إيران أي نتائج ايجابية للتوصل إلي حل لقضية الجزر, واعتبرت أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها الامارات علي هذه الجزر لاغية وباطلة ولا تغير شيئا من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع علي حق سيادة الامارات علي الجزر الثلاث والمياه الاقليمية والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر. كما شددت القمة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني علي ضرورة التزام ايران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجعل منطقة الشرق الأوسط ومن بينها منطقة الخليج خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية, ورغم تأكيد القمة حق كل الدول بما فيها ايران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية إلا أنها ربطت ذلك بأهمية سلامة المنشآت النووية التي قد يأتي منها الخطر حتي في اوقات السلم في إشارة إلي مفاعل بوشهر النووي, ولذلك دعت ايران للشفافية التامة فيما يتعلق بهذا المفاعل والانضمام الفوري لاتفاقية السلامة النووية وتطبيق أعلي معايير السلامة في منشآتها النووية.وفي المقابل فقد أعلنت ايران وفي نفس توقيت انتهاء أعمال قمة الصخير بالبحرين أنها ستجري ورات الولاية91 التخصصية مضيق هرمر والخليج و ن ول المحيط الهندي, وقال وزير اع الايراني أ وحيدي أن الهدف ايسي اء اورة مضيق هرمز' يمكن جهود ايران لتوفير ا ا وتعزيز جاهزية اات ا وار اات العسكرية الحديثة إ إ تنظيم حربي جديد, باعتبار أن إيران دورا في إل ا واار في ا.