اختتمت بعد ظهر أمس القمة الخليجية الواحدة والثلاثين بعد يومين من الاجتماعات والجلسات المغلقة التى شارك فيها قادة دول مجلس التعاون بقصر الإمارات بمدينة أبو ظبى. وقد وصف الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات أعمال القمة بأنها ناجحة وتفاعلت مع طموحات شعوب دول المجلس, وذلك خلال رئاسته الجلسة الختامية, والتي تحدث فيها الأمير نايف بن عبد العزيز نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية السعودي, والذي أعلن عن استضافة بلاده للقمة الثانية والثلاثين خلال العام المقبل, بناء علي رغبة مملكة البحرين التي كان من المقرر أن تستضيف هذه القمة لافتا الي ما تتمتع به دول مجلس التعاون من استقرار أمني وسياسي واقتصادي واجتماعي, بالرغم من الظروف الصعبة والدقيقة المحيطة بها مؤكدا دعم السعودية لكل ما من شأنه أن يسهم في تحقيق الامن والاستقرار ورفاهية دول وشعوب المنطقة وقد حمل البيان الختامي لقمة أبو ظبي الحكومة الاسرائيلية مسئولية توقف المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني ونددت باستمرارها في سياستها الاستيطانية غير المشروعة وجددت القمة في بيانها الختامي تأكيدها علي دعم دول مجلس التعاون الخليجي للسلطة الوطنية الفلسطينية في موقفها الداعي الي ان العودة الي المفاوضات المباشرة تتطلب الوقف الكامل للانشطة الاسرائيلية الاستيطانية وعلي رأسها مايتعلق بالقدس الشرقية, وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وأكد قادة دول مجلس التعاون دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة علي جزرها الثلاث, طنب الكبري, وطنب الصغري, وأبو موسي, وعلي المياه الإقليمية, والإقليم الجوي, والجرف القاري, والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث, باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة لعدم إحراز الاتصالات مع إيران أي نتائج إيجابية, من شأنها التوصل إلي حل قضية الجزر الثلاث, مما يسهم في تعزيز امن واستقرار المنطقة. ودعا القادة طهران لاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية, عن طريق المفاوضات المباشرة, أو اللجوء إلي محكمة العدل الدولية. وفيما يتصل بالعلاقات مع إيران أكد البيان الختامي مجددا أهمية الالتزام بالمرتكزات الأساسية لإقامة علاقات حسن جوار, والاحترام المتبادل, وعدم التدخل في الشئون الداخلية, وحل الخلافات بالطرق السلمية, وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. وعلي صعيد أزمة الملف النووي الإيراني اشار البيان الختامي لقمة أبو ظبي الي أن قادة دول المجلس تابعوا مستجدات الملف النووي الإيراني بقلق بالغ, مجددا التأكيد علي مواقفهم الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية, وحل النزاعات بالطرق السلمية, وجعل منطقة الشرق الأوسط, بما فيها منطقة الخليج العربي, منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية, مرحبا في الوقت ذاته بالجهود الدولية, وبخاصة تلك التي تبذلها مجموعة(5+1), لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية, ومعربا عن الأمل في أن تستجيب إيران لهذه الجهود. وفيما يتعلق بالوضع في العراق ثمن القادة نداء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية, للقيادات العراقية للالتقاء تحت مظلة جامعة الدول العربية. مشددين علي ضرورة احترام وحدة العراق, واستقلاله, وسلامته الإقليمية, وعدم التدخل في شئونه الداخلية. وعلي صعيد الوضع في لبنان نوه البيان الختامي بجهود الحكومة اللبنانية لدعم الأمن والاستقرار في لبنان, وتعزيز وحدته الوطنية, وحث جميع الأطراف اللبنانية علي تحمل مسئوليتها التاريخية, وتغليب مصلحة لبنان من خلال الحوار البناء الهادف لحل المشكلات القائمة وفق أسس دستورية, بعيدا عن لغة التوتر والتصعيد, وبمنأي عن أي تدخل خارجي. وفي الشأن السوداني أعرب البيان الختامي عن تطلع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الي أن يجري الاستفتاء الخاص بتقرير الجنوب, والمقرر تنظيمه في التاسع من يناير الماضي وفقا لمقتضيات التوافق والتراضي, في سبيل المحافظة علي الأمن والاستقرار في ربوع السودان. وعبرت قمة أبو ظبي عن ارتياحها للجولة التشاورية التي قامت بها الوساطة الخاصة بدار فور, والتي تتولاها دولة قطر مع الاممالمتحدة.