وسط دعوات رسمية لالتزام الهدوء وضبط النفس ووسط إجراءات أمنية مشددة, أعلنت الحكومة الهندية أمس وفاة الفتاة التي تعرضت لجريمة اغتصاب مروعة هزت الرأي العام الهندي منتصف الشهر الحالي, وأثارت موجة من المظاهرات الغاضبة والعنيفة هزت أرجاء الهند الأسبوع الماضي. وأصدرت الحكومة الهندية بيانا رسميا أمس تؤكد فيه وفاة الفتاة متأثرة بجراحها في مستشفي بسنغافورة, في حين أعلنت وسائل الإعلام المحلية أنه تقرر إغلاق منطقة انديا جيت( بوابة الهند) والطرق المؤدية إلي وسط دلهي لمنع المتظاهرين من اقتحام منطقة الامان العالية بالقرب من مكتب رئيس الوزراء والمباني الحكومية المهمة من بينها راشتراباتي بهاوان( مقر رئيس الجمهورية). ونقلت عن مصادر في الشرطةالمحلية أنه تقرر إغلاق عشر محطات للمترو بالقرب من انديا جيت وقالت إنها ستسمح بمظاهرات في منطقتين هما جانتار المنطار وأرض رامليلا. ومن ناحيته, سارع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج ورئيسة وزراء دلهي شيلا ديسكشيت للتعبير عن أسفهما الشديد وتعازيهما لوفاة الضحية وناشدا المواطنين الهدوء. وقال سينج- في كلمة وجهها للشعب الهندي- أريد أن أقول لهم( الأسرة) والأمة انها ربما فقدت معركتها للحياة, لكن الأمر متروك لنا جميعا لضمان ألا تذهب وفاتها سدي. وحذر لقد شهدنا بالفعل المشاعر والطاقات التي ولدها هذا الحادث.. إذا تمكنا من توجيه هذه المشاعر والطاقات إلي مسار عمل بناء, فسيكون هذا تكريما حقيقيا لذكراها. وأضاف آمل أن تنحي الطبقة السياسية والمجتمع المدني بأكملهما المصالح والأجندات الفئوية الضيقة جانبا لمساعدتنا جميعا في تحقيق الهدف الذي ننشده وهو جعل الهند مكانا أفضل وأكثر أمنا للنساء. ومن جانبها, دعت ديسكشيت إلي اتخاذ تدابير لضمان سلامة النساء وطالبت الجمهور بالتزام الهدوء. وأكدت أن وفاة الفتاة لحظة مخزية لي ليس فقط بصفتي رئيسة حكومة ولكن باعتباري مواطنة في هذا البلد أيضا.