يبدو أن ثورات الربيع العربي التي اندلعت في منطقة الشرق الأوسط- وتحديدا في بلدان الشمال الأفريقي- ونجاح هذه الانتفاضات في إسقاط أنظمتها الحاكمة وصعود الإسلاميين الي سدة الحكم, كان له مردود فعل واضح وتأثير عميق علي بعض من دول القارة السمراء فأخذ حلم الإنفصال مطلع هذا العام يداعب خيال المتشددين الإسلاميين داخل العديد من دول القارة الأفريقية. يبدو أن ثورات الربيع العربي التي اندلعت في منطقة الشرق الأوسط- وتحديدا في بلدان الشمال الأفريقي- ونجاح هذه الانتفاضات في إسقاط أنظمتها الحاكمة وصعود الإسلاميين الي سدة الحكم, كان له مردود فعل واضح وتأثير عميق علي بعض من دول القارة السمراء فأخذ حلم الإنفصال مطلع هذا العام يداعب خيال المتشددين الإسلاميين داخل العديد من دول القارة الأفريقية. استطاعت بعض التنظيمات الجهادية' كالقاعدة' أن تستغل تحول بعض الثورات العربية إلي مواجهات دموية وحالة من الفوضي كما هو الحال في ليبيا لتستولي علي سلاحها وتشكل لنفسها مناخا جديدا يرسخ تنظيمها في العديد من دول القارة. فكانت أولي ضحايا دول القارة السوداء التي وقعت فريسة للإنقسام علي يد هذة التنظيمات المتشددة, هي دولة مالي. فتصاعد التطرف الإسلامي وترسخت العناصر الإرهابية في منطقة الصحراء بمالي بعد إنزلاق البلاد إلي الفوضي في مارس الماضي عندما أطاح جنود بالرئيس, أمادو توماني توري, مما أحدث فراغا في السلطة مكن متمردي الطوارق, المعارضين الإسلاميين, من السيطرة علي ثلثي البلاد لكن' المتشددين' وبعضهم متحالف مع تنظيم' القاعدة' انتزعوا السيطرة علي التمرد في الشمال. ومنذ ذلك الحين أصبحت منطقة الصحراء بمالي من ضمن أهم الملفات الأمنية في حسابات دول الغرب, مما دفعهم وعلي رأسهم فرنسا لإستصدار قرار من مجلس الأمن في أكتوبر الماضي يمنح قادة منظمة تنمية دول غرب أفريقيا' الإكواس' إرسال3300 جندي إلي مالي في فترة زمنية قدرها سنة, وذلك من أجل' تحرير شمال البلاد من سيطرة الجماعات المسلحة'. ومن جانبها اعلنت واشنطن أخيرا ادراج حركة' التوحيد والجهاد' التي تسيطر علي شمال مالي, في لوائحها للمنظمات الارهابية. ولم تكن مالي وحدها فريسة توغل المتمردين داخل دول القارة الإفريقية. ففي نيجيريا تغلغل المتطرفون من تنظيم' بوكو حرام' المتشدد داخل البلاد حيث يخشي مراقبون أفارقة من أن يكون تغلغل التنظيم جزءا من مخطط تقسيم البلاد علي أساس ديني إلي شمال مسلم وجنوب مسيحي حيث توجد أغلب حقول النفط.ويصنف مراقبون تزايد النشاط المسلح للحركة المتطرفة بشمال نيجيريا الذي يضم غالبية مسلمة, ضمن ظاهرة انتشار الحركات الاسلامية المتشددة ذات الصلة بتنظيم القاعدة غالبا, في عدة مناطق من القارة الافريقية. ويستندون في ذلك إلي تركيز متطرفي' بوكو حرام' علي تقتيل المسيحيين في الشمال بطرق وحشية بقصد إخلاء المنطقة منهم. وقد بدأ ذلك بالفعل حيث يشهد الشمال النيجيري حركة هروب جماعية للمسيحيين. فمنذ مطلع هذا العام قام اعضاء جماعة' بوكو حرام' بإضرام النار في عدة كنائس ومراكز حدودية شمال شرقي نيجيريا ومهاجمة بعض البلدات مثل بلدة' شيبوك' بولاية بورنو التي يسكن بها أعداد كبيرة من المسيحيين وقاموا بحرق منازلهم. أما في الكونجو, وتحديدا منذ ثمانية اشهر, فيقاتل متمردو' ام23' الإنفصاليون, الجيش النظامي الكونجولي وتمكنوا في نوفمبر الماضي من السيطرة علي مدينة جوما, عاصمة اقليم شمال كيفو.وتتكون حركة' أم23' من متمردين سابقين ينتمي معظمهم إلي إثنية التوتسي الكونجولية, التحقوا بجيش جمهورية الكونجو الديموقراطية بعد توقيع اتفاقات السلام في عام2009 مع سلطات كينشاسا. لكنهم تمردوا في إبريل الماضي ثم أسسوا حركة' ام23', آخذين علي السلطات الكونجولية أنها لم تحترم تماما اتفاق السلام..