صور وعمليات القتل والتهجير القسري التي ارتكبها النظام السوري من قصف ودك مخيم اليرموك جنوبدمشق في الأيام الماضية. والذي يقطنه أكثر من100 ألف فلسطيني من اللاجئين, تعيد للذاكرة فظاعات ووحشية جرائم التطهير العرقي ومذابح النازية. هذه نكبة ثانية للفلسطينيين بعد نكبة1948, ولكن الأشد ايلاما علي النفس والبدن, أنها تتم علي أيدي اخوان من العرب السوريين وليس علي يد النازي الإسرائيلي. طائرات بشار وهي تسوي المخيم بالأرض وتطارد المجاميع بوحشية لم تجعل عربيا زعيما أو ملكا يذرف الدمع أو يحرك جفنا علي أسراب بقايا الفارين تحت وطأة البطش والقصف بالقنابل العنقودية, أو يغريهم شلال الدماء ووحشية القتل علي مد يد العون لإنقاذهم أو ارسال المعونات والمساعدات لإيوائهم في لبنان, ذلك البلد الذي استقبل من تبقي منهم أحياء ليضافوا أعدادا الي جحافل الأحياء الموتي في مخيمات البؤس والشقاء والانتهاك اليومي لكرامة الفلسطيني والعربي الشريد. مصيبة العرب ليست فقط في حكامهم الديكتاتوريين, ولكن أيضا في جامعاتهم العربية المشلولة الارادة والمسلوبة القرار, معارك الدك والقصف هذه لم تلهب مشاعر الأمين العام للجامعة العربية بالغضب أو رفع الصوت بالإدانة والاحتجاج, والاستنكار وتلك أعظم أدواته, شقيقه الفلسطيني دمه ولحمه رخيص. كلما صرخ ويئن من الصراخ والاستغاثات لم يسمعها نبيل العربي وجامعته, الرجل صم أذنيه, لم يطلق صرخة واحدة أو دعوة لقمة طارئة أو اجتماع استثنائي, لم يطلب من اخوانه في عواصم النفط أصحاب الوفرة المالية تقديم مساعدات استثناية, فلسطينيو المخيمات والشتات ليسوا في حسابات الجامعة ولا اهتمامات العربي. الرجل عندما أبلغ من لاحقوه بالأسئلة عما فعلته وستفعله جامعته لإنقاذ هؤلاء الفارين من مسالخ وقنابل بشار الفتاكة, أثقل علي نفسه وأجري اتصالا بوليد المعلم وزير خارجية بشار ولكن الأخير أبي ورفض الرد عليه, غضب العربي وقطب جبينه. بعد كل الذي جري.. ماذا يتبقي من الجامعة وأمينها العام؟ لا شيء, الرجل رسب في هذا الامتحان كعهدنا به في كل القضايا والملمات العربية التي دخل علي خطها منذ أن تولي مسئولية الجامعة. المزيد من أعمدة أشرف العشري