لم يعد الأسد يفرق بين السنة والشيعة العلويين واللاجئين الفلسطينيين، فكل الأرواح عنده سواء، رخيصة فى سبيل الحفاظ على الكرسى والسلطة، لتفتح الدبابات النار على أحياء سكنية فقيرة فى مدينة اللاذقية أمس فى اليوم الرابع لهجوم عسكرى على المدينة الساحلية الشمالية، ليسقط أكثر من 34 شهيدا. بشار الأسد يقترب كل يوم أكثر من نقطة اللا عودة، ويشتد الخناق حوله، فتركيا أبرز أصدقاء سوريا، طالبت أول من أمس النظام السورى بوقف العمليات العسكرية فورا ودون شروط، وحذرته من عواقب الاستمرار فى قتل المدنيين. وفى تصعيد، قال وزير الخارجية، أحمد داوود أوغلو، فى مؤتمر صحفى قصير بأنقرة «هذه كلمتنا الأخيرة للسلطات السورية، إذا لم تتوقف هذه العمليات فلن يبقى ما نقوله بخصوص الخطوات التى ستُتخذ»، كما نفى أوغلو أن تكون بلاده منحت دمشق مهلة أسبوعين كى تنهى العمليات العسكرية ضد الثوار. ورغم تدفق الدماء السورية، فقد بقى العرب على عهدهم مع الإدانات الشفهية، فخرج رئيس الوزراء الأردنى، ليدعو الأسد إلى وقف فورى لأعمال العنف، بينما ظلت جامعة الدول مكتفية بإبداء قلقها، مما دفع منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأمريكية إلى دعوة الأمين العام للجامعة لعقد اجتماعى طارئ، بشأن حملة القمع فى سوريا، وعدم الاكتفاء بالقلق، بينما الدبابات تقتل المتظاهرين السوريين بالشوارع. بعدما شارك مئات الفلسطينيين فى مسيرة حاشدة مساء الأحد حملت الأعلام السورية وجابت شوارع رام الله، ليعلنوا تضامنهم مع الشعب السورى، لم يتأخر انتقام الأسد، وبدأت دباباته قصفا لمخيم الرمل الذى يضم 10000 من اللاجئين الفلسطينيين، معززا بقصف بحرى واقتحام أمنى، ليواجه لاجئو المخيم صورة من عنف إسرائيل الوحشى ضد إخوانهم فى مخيم نهر البارد اللبنانى. 5000 لاجئ، هم نصف السكان، فروا من مخيم الرمل، كما أكد كريس جنس، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، والنصف الآخر يحاول اللحاق بهم، لا يدرى أحد أين ذهبوا وكم عدد الجرحى والقتلى بينهم، بسبب انقطاع الاتصالات وصعوبة الوصول إليهم، منظمات الإغاثة طلبت من السلطات السورية السماح لموظفيها بالوصول للنازحين، وكان الرد مزيدا من قصف الزوارق المسلحة، كما قال جنس. ووسط استمرار هجوم الشبيحة والأمن على مدن وريف حمص وحماة واللاذقية، تحدث الإعلام السورى الرسمى كالمعتاد عن «عملية دقيقة» فى اللاذقية، وعن ملاحقة «مسلحين» يستخدمون أسلحة وقنابل يدوية ضد القوات الأمنية والمدنيين