هكذا كان شعار المرحلة الانتقالية علي مدي عامين بدءا من استفتاء19 مارس مروا بالانتخابات الرئاسية, وانتهاء بالمرحلة الأولي للاستفتاء علي الدستور وماجري خلالها من اعتصامات وإضرابات ووقفات غاضبة هنا وهناك. حتي تكرس الانقسام في الشارع المصري بين حكومة ومعارضة من ناحية, وبين قوي مدنية واخري اسلامية من ناحية أخري. واذا كانت نتيجة الاستفتاء في مرحلته الأولي قد خرجت ب44% لا و56% نعم, فان المرحلة الثانية التي ستجري اليوم علي مستوي17 محافظة لن تزيد كثيرا علي هذه النسبة, والأهم انها لن تفض حالة الانقسام التي يعيشها الشارع المصري الآن بعد ان غاب التوافق علي دستور كان من المفترض ان يأتي بإجماع الناخبين بدلا من الأخذ باغلبية التصويت50%+.1 من هنا اصبح واضحا امام السلطة الحاكمة ان هناك40% علي الأقل من المصريين يرفضون الدستور الجديد ولكنهم سيتعاملون به احتراما لديمقراطية الصندوق. ولاننا لانهدف إلا استقرار هذا الوطن ونتمسك بشرعية الرئيس المنتخب فاننا نناشد مؤسسة الرئاسة بعد النتيجة النهائية للاستفتاء ان تدعو لحوار واضح وصريح بين السلطة الحاكمة ومختلف رموز المعارضة بكل تياراتها لتحديد اولويات المرحلة المقبلة. وأحسب ان هذه الاولويات لن تخرج عن وثيقة توافقية حول المواد الخلافية في الدستور يتم توقيعها من مختلف الاحزاب لعرضها علي البرلمان القادم لإقرارها بعد الاتفاق علي طريقة الانتخابات البرلمانية القادمة. وعقب ذلك يجب ان تنزل احزاب المعارضة إلي الشارع لحشد انصارها استعدادا للانتخابات حتي تعود الممارسة الديمقراطية إلي البرلمان بدلا من استمرارها في الشارع بين مؤيد ومعارض. وفي المقابل يجب علي السلطة الحاكمة ان تشكل حكومة قوية ولو أدي الأمر إلي إسناد رئاستها إلي شخصية سياسية مستقلة عن حزب الحرية والعدالة بعد ان أكدت حكومته الحالية ضعف كوادرها الوزارية, مع تنظيم حق التظاهر والحد من الاعتصامات, لكي تدور عجلة العمل ويتوقف الكلام انقاذا لمصر من ازمتها الجدلية التي تعيشها منذ عامين بين لأ.. وآه. [email protected] المزيد من أعمدة عبد العظيم الباسل