الإعلام الهادف والفعَال هو بمثابة شريان الحياة والواجهة ̎ أمام العالم الخارجي̎ التي تعكس مدى تقدم وارتقاء الدول. الإعلام يلعب دوراً هاماً وحيوياً في تنمية ثقافة الأمم والشعوب وذلك من خلال تقديم التوعية الثقافية والأخلاقية المطلوبة، فتوجيه الرأي العام يتطلب مصداقية وشفافية في نقل الواقع دون تزييف أو تزيين، وتحري الأمانة التامة أثناء تناول الأحداث، أو تقيم التحليل الموضوعي عنها دون تمايز أو تحيز لفصيل معين على حساب الأخر، فالإعلامي يجب أن يكون محايداً ولا يظهر وجهة نظره الخاصة أو توجهه السياسي حتى لا يؤثر بشكل أو بأخر على تفكير المشاهد وعقليته. وللأسف الشديد ظهرت بعض القنوات الفضائية التي تعمد إلى تضليل الرأي العام وتقوم ببث برامج تليفزيونية وحوادث هدفها الأوحد هو إثارة البلبلة وترويج الشائعات والنيل من بعض الشخصيات العامة بغير حق ودون واعز من ضمير، ضاربين عرض الحائط بميثاق الشرف المهني للعمل الإعلامي. ولا ننكر جهود بعض الإعلامين الشرفاء في القنوات الإعلامية المحترمة التي تحترم عقول المشاهدين وتقدم لهم كل ما هو صادق ومميز دون إثارة للفتن، ولقد شعرت بالأسى والحزن وأنا أتابع نتائج الإستفتاء على المرحلة الأولى من الدستور على إحدى الفضائيات المشهورة و فوجئت بالمذيعة تعلن نتائج (وهمية) لمحافظتي البحيرة وكفرالشيخ واللتان من المفترض أن يُستفتى عليهم يوم السبت القادم في المرحلة الثانية بل ولقد زادت في التضليل وروت حكايات مفتعلة عن تجاوزات لبعض القضاة! لذلك فنحن نُهيب بوزارة الإعلام أن تقوم بمحاسبة قانونية لمن يتجاوز إعلامياً ويثير فتن ويسرد مغالطات بقصد التضليل لأن تلك جريمة في حق الشعب المصري كله، ونحاول كمواطنين أن نتابع القنوات ذات المصداقية والشفافية ونقي أنفسنا شر الإعلام المضلل في زماننا الذي أصبح للأسف الشديد زمناً للفتن. المزيد من مقالات راندا يحيى يوسف