ما الذي يجبرنا علي قبول دستور مزق وحدة الشعب.. دستور معيب صياغة ومضمونا في الوقت الذي رفضه أكثر من40% علي الرغم من العيوب التي تضمنتها عملية الاستفتاء, علي الرغم من أن70% من الذين لهم حق الاستفتاء في المرحلة الأولي أعطوه ظهورهم وتجاهلوه؟ كيف يمكن أن يكون لمصر التي اشترك فقهاؤها في وضع وصياغة دساتير الدول العربية التي تتباهي بها, يكون لها دستور يعد من ناحية الصياغة أقل من باقي الدساتير؟ وهل مصادفة أن يجري الاستفتاء علي الدستور في الوقت الذي جري فيه حصار المحكمة التي تراقب دستورية القوانين وتحمل اسم المحكمة الدستورية العليا, ولا يستطيع رئيسها وأعضاؤها دخولها بعد أن استقر المقام بالذين حاصروها منذ أول ديسمبر وراحوا يعدون أنفسهم لإقامة طويلة تتوافر لهم فيها احتياجاتهم, بما في ذلك أماكن قضاء الحاجة, وكل ذلك تحت عين الدولة وأجهزة أمنها؟! وهل مصادفة أن يكون هناك هذا العدد الكبير من الخبراء والمحللين الذين يعارضون مواد الدستور؟ حتي الذين بدوا متحمسين له ليس فيهم من أعلن رضاه الكامل عنه, بل اعترفوا بأن به قصورا تطلعوا إلي تعديله بعد أن يبدأ العمل به, وهو قول يتجاهل الحقيقة التي جري علي أساسها إعداد الدستور بالعجلة التي تم بها وطرحه قبل إجراء أي حوار مجتمعي حتي نكون أمام الأمر الواقع, تصوروا أنه إذا صدر الدستور بهذه الصورة سوف تنتهي مرحلة المشكلات التي عشناها ونبدأ مرحلة استقرار وبناء ونهضة( لا أقصد مشروع النهضة الذي تبخر), وليس هناك ما يسعدني ويسعد ملايين كثيرة مثلي أن يتحقق هذا الأمل الذي تشير الدلائل إلي عكسه, ولهذا فقد تكون أكبر خدمة للرئيس مرسي أن تأتي نتيجة الاستفتاء ب لا, بحيث تكون أمامه فرصة للالتقاء مع كل المصريين واستعادة الطريق إلي دستور أفضل. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر