لا أعلم أن ظهور الأستاذ محمد حسنين هيكل علي شاشة قناة سي بي سي عشية التصويت في المرحلة الأولي من الاستفتاء علي الدستور جاء مصادقة أو كان مقصودا. لكنه في الحالتين بدا مؤثرا علي توجهات الناخبين, لأن الحوار الطويل حوي الكثير من التساؤلات والاجابات غير المفهومة والتي صبت نتيجتها في صالح فريق دون آخر. اللافت للانتباه أن حديث الأستاذ هيكل جاء عقب لقائه مع الرئيس محمد مرسي, وهو اللقاء الذي لم تعلن تفاصيله الكاملة. لكن الواضح من التصريحات المقتضبة التي أدلي بها الأستاذ لبعض وسائل الاعلام أنهما لم يتفقا في كثير من الأمور والتقديرات السياسية. وتبقي الشهادة لصالح الرئاسة في انفتاحها علي جميع الأفكار والتيارات. بكلمات قاطعة رفض هيكل مشروع الدستور واختار مادة توافقت عليها الأمة المصرية منذ عام1923 وهي المادة الثانية التي تنص علي أن الإسلام دين الدولة, واللغة العربية لغتها الرسمية, ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع. وكانت حيثيات الرفض أن مصر لايمكن أن تحكم من منظور اسلامي والهوية ليست الدين ومصر كان لها هوية قبل دخول الاسلام وعند تعريفها لايجب أن ننكر هويتها التاريخية والجغرافية. ماذا كان يريد هيكل لتحديد هوية مصر؟ هل كان يريد النص علي أنها جزء من الامبراطورية الرومانية لأنها كانت محتلة من الرومان الذين اضطهدوا المسيحيين, الذين لم يحكموا مصر قط ولم يجدوا الانصاف والحرية إلا بدخول المسلمين الي مصر.. لقد اختار المصريون الاسلام دينا والمسلمون في مصر ليسوا ضيوفا علي أرض مصر. وعندما يتطرق الحديث الي الإخوان تظهر بعض النقاط الغامضة ويظهر الانحياز السياسي للأستاذ. فهو يري أن وجود الإخوان في السلطة مصيبة وعدم وجودهم مشكلة لأنهم الأغلبية وأن الدستور طلع بتمن( واحد علي8) إرادة الشعب المصري. وهنا يتجلي جزء من المغالطات, مثلما تبدو التناقضات فاذا كان هيكل يعترف بأن الاخوان أغلبية فلماذا لايحكمون أليس ذلك جوهر الديموقراطية؟. ولو صح ماتقول من أن تمن الشعب كان ممثلا في التأسيسية ألا يتناقض ذلك مع قولك أن الاخوان أغلبية. من هنا أري أن الهوي السياسي غلب المنطق الذي تعودنا عليه من الأستاذ في أحلك الظروف.. المزيد من مقالات محمد عثمان