عاد الحزب الديمقراطي الحر المحافظ بزعامة رئيس الوزراء الياباني السابق, شينزو آبي, إلي السلطة في اليابان بعد أن حقق فوزا كاسحا في الانتخابات البرلمانية التي أجريت، أمس الأول وذلك بعد ثلاثة أعوام من تعرضه لهزيمة نكراء في انتخابات2009, لتتجه البلاد إلي حكومة جديدة تسعي لتطبيق برنامج أمني متشدد وسياسية اقتصادية تعتمد نهجا إصلاحيا جذريا. وأظهرت استطلاعات أجرتها محطات تليفزيونية كبري لآراء الناخبين لدي خروجهم من مراكز الاقتراع فوز الحزب الديمقراطي الحر المحافظ بنحو300 مقعد في مجلس النواب المؤلف من480 عضوا في حين يتجه حليفه حزب كوميتو الجديد للفوز بنحو30 مقعدا. وتعرض حزب رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا, الحزب الديمقراطي الياباني الحاكم, لهزيمة ثقيلة في انتخابات, الأحد الماضي, حيث حصل علي57 مقعدا فقط في مجلس النواب مقابل230 مقعدا كان يستحوذ عليها قبل الانتخابات. وفقد ثمانية وزراء, من بينهم كبير أمناء مجلس الوزراء, أوسامو فوجيمورا, مقاعدهم البرلمانية. ومن شأن فوز الحزب الديمقراطي الحر أن يأتي بحكومة ملتزمة بموقف صارم في خلاف إقليمي مع الصين وتتبع سياسة مؤيدة للطاقة النووية علي الرغم من كارثة فوكوشيما التي وقعت العام الماضي وسياسة نقدية تدعو لتيسير نقدي غير محدود وإنفاق ضخم لاحتواء الانكماش وكبح جماح الين القوي. ومن المتوقع أن ينتخب البرلمان الياباني, آبي, الذي شغل منصب رئيس الوزراء لمدة عام واحد حتي سبتمبر عام2007, رئيسا جديدا للوزراء في26 ديسمبرالجاري. وقال آبي في تصريحات بثها التليفزيون الياباني إن المقاعد التي حصل عليها حزبه المحافظ في انتخابات مجلس النواب الياباني تجاوزت التوقعات, وهو ما يتطلب التزاما أعمق من الحزب أمام الشعب. وأضاف نحتاج إلي التغلب علي الأزمة التي تمر بها اليابان, فقد تعهدنا بإخراج اليابان من الانكماش وتصحيح وضع الين فإن الوضع خطير ولكننا نحتاج إلي القيام بذلك مشيرا الي أنه سيسافر إلي الولاياتالمتحدة أواخر الشهر المقبل ليلتقي الرئيس باراك أوباما. وحول بعض القضايا الإقليمية, أكد آبي أنه لن يقبل المساومة علي سيادة اليابان علي الجزر المتنازع عليها مع الصين, قائلا إن جزر سينكاكو هي أرض يابانية وتخضع لسيطرتها وفقا للقانون الدولي ولا مجال للمفاوضات في هذه النقطة في إشارة إلي الجزر التي تطلق عليها الصين اسم دياويو, غير أنه أشار إلي عدم نيته العمل علي زيادة تدهور العلاقات مع الصين. وفي المقابل من هذا الموقف المتشدد, أعرب آبي عن أمله في تسوية قضية جزر متنازع عليها مع روسيا وتوقيع معاهدة سلام معها. ونقلت وكالة أنباء إيتار تاس الروسية عن آبي قوله إنه يتطلع إلي تحسين العلاقات الروسية اليابانية, قائلا إنه مستعد للحوار مع القادة الروس. وحول خطته الاقتصادية, قال آبي إن الميزانية التكميلية التي تعتزم حكومته إعدادها ستكون كبيرة الحجم نظرا لفجوة الناتج في البلاد التي تتسبب في انكماش الأسعار, مضيفا أن الحكومة ستعيد مجلس السياسات الاقتصادية والمالية الذي كان قائما عندما كان حزبه الديمقراطي الحر في الحكم وسيطلب من محافظ البنك المركزي حضور اجتماعاته. ومن جانبه, اعترف رئيس الوزراء الياباني نودا بهزيمته الثقيلة في الانتخابات وأعلن أنه سيتنحي عن منصبه كزعيم للحزب الديمقراطي الياباني بعد الخسارة الفادحة. فيما أكد كبار المسئولين بالحزب الديمقراطي الحر وحزب كوميتو الجديد أن الحزبين سيشكلان تحالفا لتشكيل الحكومة الجديدة.