وسط متابعة مكثفة للتطورات المتلاحقة في مصر, حذرت صحيفة الجارديان البريطانية أمس من حالة الانقسام الشعبي والاضطرابات التي أثارها الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد في ظل السلطات غير المسبوقة أو المحدودة التي سيتمتع بها الرئيس بمجرد إقرار هذا الدستور بحسب تعبيرها. وأشارت الصحيفة إلي أن المعسكر الإسلامي المؤيد لمشروع الدستور ومعسكر المعارضة الرافض له كانا في حالة استنفار كامل أمس الأول قبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع أمام الناخبين, وسط أجواء من الغضب والعنف, لتقف مصر حائرة وغير واثقة مما ستحمله لها الأيام المقبلة. وأكدت الصحيفة أنه علي الرغم من أن أغلب بنود الدستور ال236 لا تخرج عن النطاق التقليدي, فإن هناك خلافا كبيرا حول دور الإسلام ورجال الدين ودور القوات المسلحة وتعريف الكثير من القيم المجتمعية في مشروع الدستور المطروح. وركزت الصحيفة أيضا علي رفض المعارضة لهذه البنود, ونقلت عن زعماء المعارضة تحذيرهم من أنه دستور يصلح للقرن ال18 وليس للقرن ال21, بل إنه قد يجعل من مصر إيران ثانية. ومن ناحيتها, رصدت صحيفة واشنطن بوست الإجراءات التنظيمية وبعض الحقائق حول الاستفتاء, مشيرة إلي أن أكثر من26 مليون ناخب في10 محافظات مصرية مؤهلين للتصويت, وأشارت إلي أن السلطات المصرية أكدت أن7 آلاف قاض سيشرفون علي التصويت في6 آلاف مركز للإقتراع. كما أشارت الصحيفة إلي أن مركز كارتر لن يشرف علي عملية الاقتراع هذه المرة كما فعل في الانتخابات الرئاسية. وحول العلاقات المصرية- الأمريكية في ظل حكم الإخوان, أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن علاقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الرئيس محمد مرسي يشوبها الكثير من الحذر, ونقلت الصحيفة عن مصادر في واشنطن تأكيدها أن الرئيس الأمريكي يسعي لبناء علاقات بناءة مع مرسي, إلا أنه مقتنع أن مرسي لابد وأن يقدم بعض التنازلات للمعارضة حتي يتسني لحكومته أن تحظي ببعض الثقة الشعبية. وأشار مسئول آخر إلي أنه علي الرغم من أن مرسي منتخب ويتمتع بالشرعية فإن الأوضاع في مصر خلال الأسابيع الماضية مثيرة للقلق. ووصفت صحيفة ميلليت التركية, الاستفتاء علي مسودة الدستور بأنه إمتحان جديد في مصر نحو الانتقال إلي الديمقراطية, كما أنه سيشير إلي أي مدي تحققت نتائج ثورة25 يناير2011, وحذرت الصحيفة من الاستهانة بمعارضة الليبراليين والعلمانيين والمسيحيين واليساريين للدستور الجديد الذي يحمل بصمات كبيرة للاسلاميين, وهو ما أوجد حالة من الانقسام والاستقطاب في المجتمع