أكد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أن مصر تشهد الآن حراكاً سياسيا كبيراً وحرية غير مسبوقة فى التعبير عن الرأى، وقال فى لقائه مع رؤساء تحرير الصحف القومية أمس إن سياسات الحكومة كلها تتجه إلى زيادة النمو الاقتصادى. لأن ذلك هو ما سيحل مشكلات مصر حيث إن زيادة النمو هي التي توجد التشغيل وفرص العمل, ومن ثم رفع مستوي معيشة المواطنين. وأضاف أن من لديه فكرة أخري فليقدمها لنا. وأكد رئيس مجلس الوزراء في اللقاء الذي حضره الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية, والسيد أنس الفقي وزير الإعلام أن الدور الاجتماعي للدولة في مصر يتزايد, وأن الحكومة تبذل أقصي الجهد لمساندة محدودي الدخل. وقال: إن توجيهات الرئيس مبارك واضحة جدا في هذا الشأن, وأوضح أن نسبة الفقر في مصر تبلغ حاليا20%, بينما تصل في دول مثل الهند والصين إلي70%. وأشار إلي أن أعداد الذين عبروا خط الفقر في مصر أكثر من أعداد الذين أصابهم الفقر. ونفي صحة ما يقال عن أن الأسعار تلتهم الأجور, وفيما يتعلق بمياه النيل, شدد الدكتور أحمد نظيف علي أن مصر ليست في خطر, وأن نصيب مصر من الماء محفوظ بنسبة100%. وأوضح أنه من الناحية العملية لا يمكن التأثير علي حصة مصر من مياه النيل إلا بمشروعات عملاقة تتكلف مليارات الدولارات, ولا أحد لديه هذه القدرات الآن في إفريقيا. وحول موقف الحكومة من قانون الطوارئ, أوضح رئيس مجلس الوزراء أن هذا الموقف سوف يتحدد خلال أيام, وقال: إن القانون لن يتم مده بشكله الحالي. وأوضح الدكتور أحمد نظيف أن الدليل علي تزايد دور الدولة الاجتماعي هو أن التغطية التأمينية ستشمل كل الشعب من خلال قانون التأمينات الجديد. وأوضح أن قانون الضمان الاجتماعي سيدخل مراحله الأخيرة خلال أسبوعين, وأن الدولة سوف تتوسع في الضمان الاجتماعي بحيث يشمل كل من يستحق, وسيفتح الباب أمام كل من ليس له معاش ليحصل علي الضمان الاجتماعي, وأن هذا الضمان سيذهب إلي المستحقين فقط من خلال إجراء بحث اجتماعي. وحول ظاهرة الاعتصامات التي تشهدها مصر حاليا, قال رئيس مجلس الوزراء: إنها ليست جديدة, بل هي مجرد وسيلة جديدة للتعبير عن الرأي لكل من يشعر بأنه مظلوم, ونفي صحة ما يردده البعض من أن الاعتصامات هي عصيان مدني, ودلل علي ذلك بأن المعتصمين يرفضون دائما استغلالهم سياسيا من بعض القوي السياسية والجماعات المحظورة. وشدد رئيس مجلس الوزراء علي أهمية الإعلام, لكنه أشار إلي أن بعض الصحف المستقلة والفضائيات توجد حالة نفسية غير إيجابية, وأن مصر رايحة في داهية. وقال: إن هذا غير صحيح, ومن شأنه أن يضر بالتنمية, ويؤثر علي الشباب, لأنه يضعهم في موقف يأس وإحباط, وأكد أنه شخصيا لديه أمل كبير في مصر, حيث إن الحكومة لديها الخطط والبرامج الواضحة, وتصارح المجتمع بكل شيء, وتشرح كل المواقف. وقال الدكتور نظيف: إنه لا ينكر أن هناك حاليا أزمة ثقة في المجتمع, وإن سبب هذا هو عدم اكتمال الرسالة الإعلامية, وتعدد وسائل وقنوات الاتصال. وحول ما يقال عن أموال التأمينات, أوضح رئيس مجلس الوزراء أنه لو تم تقويم ما بنيناه من طرق ومحطات مياه وكهرباء لبلغت ثلاثة أضعاف الدين العام. ومن جانبه, أوضح الدكتور يوسف بطرس غالي أن طرح مصر للسندات الدولية أخيرا هدفه طرح الاقتصاد المصري علي المستثمرين, وأن الإقبال علي هذه السندات حمل رسالة سياسية عن استقرار مصر السياسي, بدليل أننا عندما طلبنا مليارا جاءت إلينا ستة أضعاف هذا الرقم. وقال: إن مصر انضمت إلي نادي الدول النامية الكبري, كالهند, والصين, والبرازيل, والمكسيك التي تستطيع الاقتراض من السوق العالمية, في حين أن الدولة التي لم يتطور اقتصادها تعجز عن الاقتراض مثل اليونان مثلا. وأعلن الدكتور غالي أن الحكومة تدرس فرض ضريبة مبيعات علي الأسمنت, وقال: إن الهدف من ذلك هو تحصيل مليار جنيه للإنفاق علي العلاج علي نفقة الدولة.