شهدت قرية انشاص البصل التابعة لمركز الزقازيق في أوائل شهر ديسمبر الحالي قيام الأهالي بقتل وسجل اثنين من البلطجية, لقيامها بإطلاق الأعيرة النارية علي شاب من القرية أصابوه ناري في الظهر, وتم نقله إلي مستشفي الأحرار لتلقي الإسعافات. في مارس الماضي ضبطت أجهزة الأمن بالقاهرة متهما هاربا من حكم بالسجن18 سنة, يدعي( سوكة) عثر معه علي بندقيتين أليتين وطبنجة و547 طلقة وسيارتين مسروقتين وجهاز لاسلكي خاص بالشرطة. وتبين أن المتهم كان قد أستأجر شقة بالعقار24 شارع الأندلس من شارع المصنع بالمرج, وكان المتهم الهارب قد استوقف رئيس مباحث سجن القاهرة بميدان فيكتوريا بالساحل وتعدي عليه بالسب والضرب بمطواة وأصابه بإصابات بالغة وقام بسجله ومنتشر علي المواقع الإلكترونية, ويعتبر من أخطر البلطجية في منطقتي الساحل وشبرا, وأمر اللواء محسن مراد مساعد اول وزير الداخلية لأمن القاهرة بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق. وخلال العام الماضي شهدت مدينة دمنهور تقطيع مواطن بالسيوف وسحله وجره أمام المارة دون أن يدافع عنه أحد, وتمت العملية الإجرامية وسط ذهول المواطنين الذين فشلوا في إنقاذه, لقيام البلطجية بتهديدهم بالسيوف, وقاموا بسحله وجر جثمانه في الشارع ومن خلفهم المواطنون الذين فضلوا المشاهدة خوفا من بطش البلطجية, الغريب أن الواقعة تمت في شارع الجمهورية بالمدينة والكائن به مقر المحكمة وكمين مروري, وهو كان أحد مسلسلات سيطرة البلطجية علي شوارع البحيرة. وفي سبتمبر من العام الماضي قام أهالي صفط اللبن بالقبض علي البلطجية وعمل كمين لهم بعد أن قاموا بسرقة ثلاثين توك توك, فلم يجدوا بديلا سوي أن يقوموا بالقبض علي مجموعة من هؤلاء اللصوص بأنفسهم في إطار الدفاع عن النفس بالعنف أيضا وبالفعل تم القبض علي أحد اللصوص وقاموا بقطع يده, وقتل أخر. ومع انتشار ظاهرة لجوء المواطنين إلي الانتقام من البلطجية بأعداد كبيرة, ويلقون القبض عليهم, ثم يقومون ببتر أيديهم وأرجلهم, ثم يسحلون جثثهم في الشوارع, ليكونوا عبرة لغيرهم من المجرمين, ورغم بشاعة الانتقام أو العقاب إلا أن تلك الخطوة تلقي ترحيبا أو ارتياحا واسعا في أوساط المصريين, لاسيما أنهم يعانون من تفشي الجريمة وشرور البلطجية. وفي ديسمبر من العام الماضي سحل البلطجية المواطنين المعتصمين في ميدان التحرير أكثر المحافظات شهرة بتطبيق حد القصاص علي اللصوص والبلطجية هي محافظة الشرقية, وهي الحالة العاشرة التي وقعت في أنشاص البصل بمركز الزقازيق منذ قيام ثورة25 يناير حيث لم يجد المواطنون بدأ من الدفاع عن أنفسهم, ورد الصاع صاعين للبلطجية, حيث ابتدعوا طرقا بشعة للانتقام من البلطجية ووضع حد لإجرامهم من خلال مهاجمتهم بمنازلهم أو بأوكارهم في صورة مجموعات كبيرة من الناس, والقبض عليهم وقتلهم, ثم تقطيع أوصالهم وسحل جثثهم في الشوارع, وتكررت تلك العملية الانتقامية أكثر من مرة, وسط تأييد شعبي واسع النطاق وانتقادات حقوقية. نصف مليون بلطجي ووفقا للإحصائيات, فان نحو500 ألف بلطجي أي مجرم جنائي'' مسجلون خطر'' ينتشرون في أنحاء الجمهورية, منهم نحو95 ألفا هاربون من السجون في أثناء الثورة, وهناك عشرة ملايين قضية بلطجة منظورة أمام القضاء. ويحدثنا عن معالجة هذه الظاهرة الخطيرة اللواء رفعت عبد الحميد خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة وصاحب أول دراسة ميدانية عن خفايا عالم البلطجة في مصر:'' علاج الظاهرة باقصاء البلطجية وعزلهم وإبعادهم داخل مستعمرات زراعية وصناعية تحقق المنفعة المزدوجة للمواطنين والمجرمين, والأجر مقابل العمل فالبلطجية مرضي ويلزم علاجهم فورا''. وعن رأي الدين والقانون لتطبيق شرع الله في هؤلاء وقتلهم والذين أصبحوا خطرا علي المجتمع بعد تكرار الظاهرة, وهل يجوز تغيير المنكر باليد, كما ادعي البعض. يقول اللواء رفعت عبد الحميد خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة وصاحب أول دراسة ميدانية عن خفايا عالم البلطجة في مصر, إن هذه الظاهرة تدق ناقوس الخطر في مصر, وهو أمر مجرم قانونا, ومعاقبا عليه جنائيا دون النظر إلي الدوافع التي أدت لذلك, فيستوي أن يكون الدافع هو الانتقام أو الشفقة أو الرحمة أو الحرص علي المستقبل, كما تستوي الأداة المستخدمة في الحادث, فقد تكون قاتلة بذاتها أو غير ذلك, وإن العقاب الجنائي في مثل تلك الوقائع هو الإعدام شنقا لهؤلاء القائمين بهذا الفعل وهو ما يسمي بشريعة الغاب, فقد جرم المشرع الجنائي المصري صور إيذاء البدن حتي لو كان من يحدث عليه هذا الفعل من عتاة الإجرام, وكان الأجدر أنه بمجرد أن تمكن الأهالي بالإمساك بهم وحفاظا علي حقوق الغير حسن النية أن يقوموا بتسليمه فورا لرجال الشرطة والنيابة العامة.