عبر الروائي والكاتب الصحفي عزت القمحاوي عن سعادته بفوز روايته بيت الديب بجائزة نجيب محفوظ للرواية هذا العام2012 وقال: احتسبتها بين شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة , فقبل الثورة بقليل صدرت الرواية في لبنان, وكان المفترض أن أراها في يناير, لكنها ضاعت مع كتب دار النشر التي كانت قادمة للعرض الذي ألغته أحداث الثورة. وأضاف القمحاوي خلال الحفل الذي أقامته الجامعة الأمريكية مساء الثلاثاء الماضي, بمقرها في الزمالك, للإعلان عن اسم الفائز بجائزتها: أعتقد أن كل لجان التحكيم يجب أن تفعل هذا وألا تقتصر مسئوليتها علي فحص ما يقدم إليها, فهناك العديد من الكتاب لا يتقدمون إلي الجوائز بأنفسهم, ووجود جهات تملك حق الترشيح لا يقدم ضمانة علي أن ما يعرض علي اللجنة هو كل ما يستحق النظر خلال عام. لقد بدأ تقليد الحصول علي موافقة الكاتب المسبقة للترشيح من جهات تخشي مواقف الرفض التي قد تواجه الجائزة, وتوسع هذا التقليد ليشمل معظم الجوائز العربية, ففقدت بذلك الإجراء الاحتياطي الكثير من بريقها. وأضاف: الخوف لا يليق بمن يتطلع إلي مهنة قاضي الأدب, ولم تهدم جائزة لمجرد أن كاتبا رفضها, نوبل نفسها واجهت هذا الموقف ولم تتأثر, ويواصل حكامها الاجتهاد, يفاجئون الفائز والساحة الأدبية العالمية في كل عام, ولا تحظي اختياراتهم أبدا برضا الجميع. وقال القمحاوي: عاشت الرواية مع قرائها مجردة من عطف كاتبها, لم يكن لدي حتي فضول رؤية الغلاف, ولم أشعر بأسف علي مصير رواية تهتم بجانب من التاريخ, في وقت اعتقد فيه بأنني أشارك بجسدي في كتابة تاريخ جديد, لكنني في الحقيقة كنت قد عشت مع بيت الديب تاريخا طويلا يصلح مدخلا لتأمل الكتابة ومصائرها, بدأت هذه الرواية عام1999 وقطعت شوطا طويلا, ثم انسدت السبل في وجهي, وانفتح بدلا من ذلك ممر لكتاب الأيك. أخذت أكتب بسرعة كأنه يملي علي, ومنذ ذلك التاريخ كنت أخرج الرواية الناقصة إلا وينفتح طريق رواية أو كتاب آخر. وتابع: تحولت بيت الديب إلي تميمة حظ في رحلتي مع الادب أو راقوبة وهذه كلمة من بيئتي الريفية تعني البيضة التي يتركونها للدجاجة لكي تتعرف بها علي المكان الذي ينبغي أن تضع فيه بيضتها التالية, وفي عام2009 وجدت الدجاجة أن بمقدورها الرقود علي راقوبتها, وأسلمتني الرواية نفسها بعد أن أجبرتني علي إلغاء ما كتبته من قبل, أخذت ألعب بمتعة وأسف, لأنني كنت أكتب في نهايات الأسبوع ثم أترك الكتابة مضطرا بسبب مشاغل العمل, بينما تحتاج رواية تضم عددا كبيرا من المصائر المتشابكة إلي معايشة مستمرة, وجاء التفرغ في حادث عابر سعيد, إذ أقصيت عن إدارة تحرير جريدة أخبار الأدب منتصف العام2010 فتمكنت من الاعتزال في بيتنا الريفي مع أبي وأمي وشخصيات بيت الديب وبغير ذلك ما كان لهذه الرواية أن تنتهي.