علا السعدني: في أثناء اندلاع بركان إيسلندا الذي حدث منذ أيام وأوقف حركة الطيران في العالم كله كان يعرض وبالصدفة البحتة طبعا فيلم فولكانو البركان للنجم الأمريكي الشهير توم لي جونز و أن هيش ويعتبر هذا الفيلم. من أوائل الأفلام تقريبا التي أنتجت عن البراكين ويعتبر هذا الفيلم أيضا من أوائل الأفلام التي استخدمت أحدث وسائل التكنولوجيا ومنها التي أقتصرت علي المؤثرات البصرية والسمعية فقط وكان من ضمنها الزلزال والفك المفترس وغيرها من الأفلام التي كانت تعتبر من أوائل الأفلام ذات الانتاج الضخم, وماآثار إعجابي ليس الفيلم طبعا لأنه سبق وشاهدناه عشرات المرات وهذا دليل في حد ذاته علي جودته, ولكن ماأعجبني كان شيء آخر راجع الي ضرورة وجود فيلم عندهم ليواكب دائما أي حدث ما فهؤلاء الناس لم يتركوا شاردة ولا واردة تمر في حياتهم إلا وقدموا عنها فيلما أو أثنين أو أكثر, وفي الحقيقة هم لم يتوقفوا عند مرحلة رصد الواقع أو الحدث فقط بل تخطوها للدرجة التي جعلتهم يخترعوها أو يتنبأوا بحدوثها وليس ادل علي ذلك من سلسلة أفلام الخيال العلمي وسلسلة أفلام حرب الكواكب والنجوم ويوم الاستقلال وغيرها وغيرها وكأنهم كانوا علي ثقة بان ماتنباؤا به في الأفلام يحدث في الواقع حتما حتي جاءت أحداث11 سبتمبر فكانت صورة بالكربون من هذه الأفلام حتي خيل للجميع سوف أنها فيلم من أفلامهم وليس واقعا يحدث بحق وحقيقي, وطبعا وأمام ذلك لابد من السؤال الذي يطرح نفسه دائما متي سيأتي اليوم الذي نجد فيه أفلامنا تعبر عن واقعنا المصيبة أننا تقتبس منهم الأفلام, لا بل نحن كل أفلامنا تقريبا نقتبسها منهم, فلماذا لا نقتبس هذه الميزة بالمرة وهذا طبعا من المستحيل أن يحدث إلا في حالة لو هم انتخبوا فيلما عن أحداثنا وساعتها نقتبسها نحن منهم! وفي الوقت الذي نتكلم فيه عن الأفلاس في الأفكار والجري وراء الاقتباس تطالعنا الأخبار بفتح قنوات جديدة للأفلام وكان أخرها بانوراما أفلام والحياة سينما, طب هي فين السينما ونحن وبعد أن كنا نصل الي45 فيلما أصبحنا لا نتوصل حتي إلي نصفها هذا إذا أخذنا في الاعتبار أن أفلامنا القديمة لم تعد في أيدينا( فعلي أي أساس نفتح هذه القنوات, وكيف يملأها بأفلام الا إذا كانت نفس الافلام المعادة والمكررة ليست مئات المرات فقط بل ووصلت الي حد انها تذاع في نفس الوقت علي عدة قنوات إذن ماهي الفائدة التي تعود علينا كمشاهدين وعليهم كقنوات الا إذا كانت العملية تقليد* تقليد ومفيش قناة أحسن من قناة, ومفيش حاجة حصري وهيجي منين الحصري إذا كان معروض علي التليفزيون المصري وغير المصري وفي النهاية ففي إعادة الفيلم افادة لأن التكرار بيعلم.....! * يتصادف أيضا وفي الوقت الذي يقاطع فيه الجميع اللحوم والجزارين لارتفاع اسعارها الجنوني أن نطلع علينا النجمة الانجليزية الشهيرة كيت وينسلت نجمة تيتانيك ومعها نخبة من النجوم منهم روجر مور بطل جميس بوند يطالبون فيها مثلنا بمقاطعة اللحوم, بس مش أي لحوم لأنهم معندهمش مشكلة في اللحوم الحمراء ولا في اللحوم خالص ولكن المشكلة في كبد الأوز والبط المعروف بالفواجرا المهم ان سبب هذه المقاطعة يأتي كنوع من أنواع الرفق بالحيوان لأنهم أي كيت وأصدقاءها الفنانين وجدوا انه لكي يتم تقديم هذه الكبدة وهي بالمناسبة وجبة غالية جدا لا تقدم إلا للأثرياء فقط.. يكون ذلك علي حساب البط والأوز ومعاناتهم سواء عن طريق تسميتهم أو عن طريق نزعها منهم, ولكي يجسدوا هذه المعاناة راحوا يصوروا فيديو يعرض فيه عملية تعذيب البط والأوز أثناء استئصال الكبد منهم! هل تصور أحد فينا وهو يأكل هذه الكبد مدي معاناة الأوز والبط, أعتقد لا, هو أحنا لاقين الأوز ولا البط من أساسه لكي نأكله هو أو كبده!