حوار اجراه في مراكش- محمود موسي: أثار فيلم'الهجوم' للمخرج اللبناني زياد دويري ضجة كبيرة فور حصوله علي الجائزة الكبري من مهرجان مراكش السينمائي الدولي في دورتة الثانية عشرة, والمأخوذ عن رواية' الصدمة' للجزائري' محمد مولسهول' والشهير باسم' ياسمينة خضرا', وتم تصويره ما بين نابلس وتل أبيب وبلجيكا, وشارك في بطولته عدد من الممثلين الإسرائيليين وانتاج لبنان وفرنسا وقطر ومصر وبلجيكا, فقد اتهمه البعض بانحيازه لإسرائيل علي حساب القضية الفلسطينية. وتدور أحداث الفيلم حول قصة أمين جعفري طبيب فلسطيني ناجح يعيش في تل أبيب وكرمته السلطات الإسرائيلية لتميزه ويعيش وسط مجتمعه في أمان وسلام وتقدير ولديه أصدقاء يهود ويتزوج فتاة مسيحية عن حب ووسط حالة الابداع المهني والتقدير الذي يلاقيه من الإسرائيليين يحدث الانفجار أو الصدمة, وذلك عندما تحدث عملية في اسرائيل ويروح ضحيتها17 من بينهم أطفال, وتكون المفاجأة أن زوجته هي من فجرت نفسها وقامت بالعملية الانتحارية وتنطلق الأحداث بحثا عن أجوبة وطرح أسئلة عن الحل, هل هو في التفجيرات أم الحوار والتعايش؟, ويعيش الطبيب حالة من التفكير خصوصا بعد أن يقررالبحث عن الذين جندوا زوجته وفهم الأسباب التي حولت الزوجة إلي قنبلة, وهناك في نابلس يفاجأ بجبروت وتعنت شيوخ القتل الذين رفضوا وجوده بينهم أو حتي إجابته عن أسئلته, ويكشتف أن زوجته فعلت ذلك انتقاما لمجزرة جنين, وربما أثار الفيلم جدلا كبيرا علي أثر انتقاده بشدة في إحدي جمله الحوارية' حماس' والجهاد وكتائب الأقصي ووصفهم بالمجانين. أما الصدمة الأخري من وجهة نظر البعض أن معظم أبطال الفيلم من الممثلين الإسرائيليين باستثناء النجم العالمي الفلسطيني' علي سليمان' الذي لعب الشخصية الرئيسية للفيلم وهم من الإسرائيليين وعرب48, وهم' ريموند المسيليم إيفجينيا دودينا, كريم صالح, ويوري كافرييل ودفير يينيديك ريا سلامة, ورمزي مقديري'. ولتوضيح الصورة أكثر اختص المخرج زياد دويري الأهرام بهذا الحوار الجريء: مبروك حصولك علي الجائزة الكبري واسمح لي بأن اقول ان حصولك علي الجائزة من مهرجان عربي كبير يعني الكثير لان الفيلم اثار جدلا حول موضوعه؟ كلمة أولي أحب أن أقولها: أي شك من أن الفيلم سيثير الحوار والجدل ونحن نعرف ذلك من بداية الطريق, لم يجعلني أتردد أوأتراجع عن مواقفي التي اتخذته, فالفيلم يفسر بأية طريقة تشاء, وطبعا هناك من سيقول انني عرضت وجهة نظر الاسرائيليين أو انحزت لوجهة نظرهم, وأقول أن هذا عار تماما عن الصحة بل هو كذب, لانك عندما تريد أن تطرح وجهة نظر لابد أن تطرح بقوة وجهة النظر الأخري, ولذلك كنت حريصا أن تكون وجهة نظر الشخصية الفلسطينية قوية, فاذا اصطدم اتوبيس مع نملة لا يحدث شئ, وإنما اذا استصدم قطار بقطار أو اتوبيس بأتوبيس ساعتها سيحدث انفجار, و لهذاعرضت وجهات نظر الطرفين بقوة, وهو قرار اتخذته منذ زمن وسأدافع عنه. لكن الفيلم جاء مغايرا في الطرح, بمعني أنك لم ترفع شعارات وهتافات تدغدغ مشاعر العرب؟ اخي لقد ولدت في عام1963 وعمري الآن49 سنة, ووعيت طوال حياتي علي خطابات وشعارات وهتافات, ومع ذلك لست ضد الشعارات والهتافات, ولكن هذا الشئ أصبح الآن جزءا منا يجري في دمنا, كنت أمام خيار أن أفعل نفس الشئ وأردد هتافات وشعارات, ولذلك كان من السهل أن نكتب سيناريو يرضي كثيرا من الناس, ولكن لست مهتما بعمل فيلم فقط, إنما أردت فيلما يجعلك تفكر, والمؤكد أنني لا أؤيد الاحتلال الإسرائيلي, وأتحدي أي شخص يقول ان فيلمي يدعم الاحتلال, وإنما عرضت وجهة النظر الأخري, وكوني عرضت وجه نظر الإسرائيليين فليس معناه انني مع الاحتلال. ألست معي أن إنتاج الفيلم وعرضه ليس وقته الآن خصوصا مع صعود تيار الإسلام السياسي علي سلطات الدول ؟ - في الشرق الاوسط سيكون دائما هناك أسباب تقول فيها كنت لابد أن تنتظر كي تصنع فيلما, نحن يا صديقي في حالة صراع من عام1948 حتي اليوم,' ما فيك تختار' أو تنتظر يوما حتي يكون الشرق الأوسط هادئا ومسالم كل عالمنا حروب, وربما القادم أصعب, ولهذا عندما تصبح ناضجا' ما فيك تنتظر ان الأوضاع الخارجية والسياسية والاجتماعية والعسكرية' لتري أن هذا الوضع أصبح الآن أفضل فنحن في حالة صراع دائم, إن كان مع العدو الإسرائيلي أو مع أنفسنا. اخشي شخصيا بعد حواري معك أن أتهم بالتطبيع وخصوصا في ظل مايسمي الآن الوطنية الكاذبة التي لها إعلامها وشوارعها ؟ لاتخف, نحن نمر الآن بفترة يتغير فيها العالم, فترة انتقاضة ثورية, وهذه الانتقاضة ليست فقط علي الديكتاتوريات وإنما أيضا علي مفاهيمنا, وهذا أهم شيء فالثورة لابد أن تأتي من الداخل, ولهذا أقول لمن يتهمني بالتاطؤ مع اسرائيل كذبت واتحدي أي شخص شاهد الفيلم يقول أني متواطئ, وانما هناك رسالة حب ودعم للقضية االفلسطينية. وماذا عن التطبيع سواء بالتصوير في تل أبيب أو الاستعانة بممثلين من إسرائيل ؟ - هل لاني صورت هناك أو استعنت بممثلين يعني ذلك تطبيعا, لا ليس هذا تطبيعا, دعنا نتحدث بصراحة أكثر, المقاطعة لن تفيد العرب وإنما تربح وتكسب العدو,' أنت إذا كل مرة تشوف' فيها اسرائيلي في منتدي أو محاضرة وتقول لا أريد المشاركة, وأنا منسحب فانت بفعلتك لا تريد أن تخبر العالم بقضيتك وقصتك, أنت هنا الخاسر, وهو من سيكسب لأنه ساعتها هو من سينفرد بعرض قضيته علي العالم, نحن بهذه التصرفات لن نربح الحرب وانما سنخسرها, ومثال اذا كان فيه فريق كرة قدم عربي وفي مباراة نهائية مع فريق إسرائيلي, اذا انسحب الفريق العربي تذهب الميدالية إلي الإسرائيلي, اذن أنت خسرت وهو ربح,.