المصادفة وحدها وضعتها أمام الكاميرا, لكن سرعان ما انطلقت نجوميتها المصحوبة ليس فقط بحكم أنها صاحبة وجه هادئ جميل ووديع, ولكن بحكم بدايتها الصحفية كمحررة تحقيقات اكتسبت خبرة وثقة كبيرتين ساهما في صناعة نجاحها التليفزيوني كمعدة للبرامج. ثم مقدمة محترفة وذكية لبرنامج' الحياة اليوم', والذي يعد من أشهر البرامج التي تثير الجدل والنقاش حول هموم ومشاكل الإنسان المصري في ظل الأحدث الساخنة حاليا. حول برنامجها المثير وقضايا الإعلام الشائكة التي أحدثت ضجيجا في الشارع المصري كان هذا الحوار: بداية: قلت من قبل إن المصادفة وحدها وضعتك أمام الكاميرا, ما قصة وملابسات تلك المصادفة ؟ هذا الكلام صحيح فقد عملت في بداية حياتي كصحفية في قسم التحقيقات, وهو ما أفادني بشكل كبير عند دخولي للعمل الصحفي التليفزيوني عبر إعداد البرامج, والصحافة التليفزيونية فن رائع يحتاج مجهودا أكبر من الصحافة المكتوبة لأنها تتطلب فقط جلب الخبر وتوثيقه, لكن في الصحافة التليفزيونية الأمر مختلف, فيجب تحويل هذا الخبر إلي' تقريرتليفزيوني' يتناول شهادات من أطراف التحقيق أو الخبر وتعليقا من كافة الأطراف المرتبطة بالقصة الصحفية, ولعل العمل بالإعداد قد أفادني أكثر في تحويل تحقيق مكتوب إلي تحقيق مصور'ريبورتاج', ولم يكن لدي طموح في العمل كمذيعة ولم أسعي لذلك إلي أن كانت هناك مسابقة بالتليفزيون لاختيار مذيعين ومذيعات وفوجئت بأن اسمي موجود في القائمة الخاصة بمن سيتقدمون للاختبارات' وهو ماقام به بعض زملائي بدون علمي' وقررت خوض التجربة ووقفت أمام الكاميرا, ولم أشعر بأي خوف أو ارتباك, ولم يحدث لي مايسمونه' رهبة الكاميرا في المرة الاولي', وأديت اختبار الكاميرا والحمد لله بمنتهي التلقائية والبساطة حيث أقنعت نفسي بأني أتحدث لأصدقائي أو أهلي وأسرتي,. هل كنت تتوقعين النجاح الذي حدث في مسيرة عملك قبل برنامج' الحياة اليوم' خاصة استنادا لخبرتك كصحفية ؟ الحمد لله كان اختياري للعمل في برنامج' الحياة اليوم' بمثابة نقطة تحول هامة في حياتي المهنية, في الحقيقة هذا البرنامج منذ بدايته يجمع كل فنون العمل الصحفي التليفزيوني' التوك شو', ويتميز بالتنوع في محتواه وفقراته, مابين' الانترو' وهي فقرة الأخبار والاعتماد علي الإيقاع السريع والموجز, وهذا لايمنع أن تكتمل فيه كل مقومات توثيق الخبر صحفيا وإضافة معلومة إليه من مصدره, باختصار ماتراه في' الحياة اليوم' مساءا تقرأه في صحف اليوم التالي, أو في برامج اليوم التالي, والعمل في البرنامج عموما يعتمد علي روح الفريق وهو فريق مميز ومتناغم, وبالتالي هذا ينعكس علي نجاحه ومنحه تلك المكانة المتميزة بين برامج' التوك شو',وطبعا وجودي بجوار مذيع مهني مثل' شريف عامر' أفادني جدا جدا. قلت إن الحجاب لايعيق المذيعة عن تأدية وظيفتها, ووظيفة المذيعة لا تلزمها مواصفات خاصة بطبيعة العمل, ماذا تقصدين بطبيعة العمل والتواصل مع الجمهور؟ بالفعل هذا ماسبق وأن ذكرته لانني كنت سعيدة جدا بقرار السماح لزميلاتي المذيعات من المحجبات بالظهور علي الشاشة, لانه لا يتعارض مع طبيعة العمل الاعلامي والتواصل مع الجمهور, والمعيار هو الصدق والموضوعية في التناول ويبقي الجمهور هو الحكم علي المذيعة سواء كانت محجبة أو غير محجبة, المهم أن تكون صادقة ومهنية مع المشاهد وفي النهاية المشاهد هو الحكم. قواعد العمل الإعلامي تؤكد دائما علي أن المذيع يجب ألا يتأثر بالأحداث مهما كانت علي درجة عالية من السخونة, إلي أي مدي تلتزم لبني عسل بتلك القواعد؟ التزم بها دائما وخاصة في متابعة الأخبار والأحداث غير العادية منذ بداية ثورات الربيع العربي ونحن نقوم بتجربة فريدة في تغطيتنا في' الحياة اليوم', وأذكر أنه مع ثورة تونس كانت تغطيتنا في البرنامج مختلفة عن كافة البرامج ففي الوقت الذي كان الجميع يقول إن' مصر ليست تونس' كنت أتابع تفاصيل مايجري بحيادية كاملة علي الهواء, وكان معي علي التليفون' عبد الجليل بوقرة' أحد رموز الثورة التونسية ومن الإعلاميين والحقوقيين المعروفين وقد أعلن معي علي الهواء نبأ هروب زين العابدين بن علي, ورغم أن وزير الإعلام وقتها انتقد البرنامج بسبب هذه التغطية, إلا أن الأيام تدور ونقوم بعمل نفس التغطية يوم تنحي مبارك ومع ذلك لا أحاول أن أفرض رأيا علي الضيف أوعلي المشاهد, لكن لا أستطيع أن أكون علي الحياد في القضايا الإنسانية والمشاكل الخاصة بالمواطن البسيط, وجودك في قناة يملكها السيد البدوي رئيس حزب الوفد ألم يضعك تحت ضغوط خاصة في أثناء تغطية الأحداث من وجهة نظر حيادية ؟ تعودنا مع مالك القناة ورئيس مجلس إدارتها الدكتور السيد البدوي علي الحيادية فلايتدخل علي الاطلاق فيما نقوله أو نطرحه للنقاش في البرنامج أو غيره من برامج الحياة, بل إنه لايظهر لدينا كضيف رغم أنه شخصية بارزة سياسيا. عن نفسي أفضل أن أضع السم في العسل, يعني ممكن اقول كلاما بين السطور وأوصل للمشاهد ما أريده ولكن بهدوء' هذا كلامك', فماذا تقصدين؟ قلت هذا الكلام ردا علي مايذكره البعض عن أن العمل الحواري, و'التوك شو' يحتاج إلي شراسة, وأن يكون للمذيع أنياب كما يردد البعض أو بالصوت العالي, ولكن لي رأي مختلف أنك ممكن أن تقدم السؤال للضيف بدون صوت عال وتوجه له الانتقاد في السؤال ودون أن تقلل منه, فهو في النهاية ضيفي ويجب التعامل باحترام وصبر وطول بال كما يقولون. بالمناسب: إلي أي مدي يكون تدخلك في عمل إعداد البرنامج, خاصة في ظل الأحداث المتلاحقة ومطبات الهواء مع ضيوفك؟ روح الفريق هو أهم مايميز فريق عمل البرنامج مع إيقاع العمل اليومي في برامج الهواء ومع الأحداث المتسارعة التي تمر بها مصر الآن وطبيعة برامج الهواء اليومية وتفاصيلها مابين إعداد فقرات والاتفاق مع ضيوف وإعداد أخبار وسكريبت وغيره من تلك التفاصيل تجعل المذيع يتحمل المسئولية مع فريق الإعداد, وأؤكد أن روح الفريق تكون نتيجتها عملا أفضل لصالح المشاهد. ألا تمثل كثرة برامج' التوك شو' نوعا من التهديد لك في ظل حالة الغليان التي تحدثها هذه البرامج؟ بالعكس.. كثرة وتعدد برامج' التوك شو' يفيد المشاهد أولا وأخيرا, لانه يعطيه جرعة من التنوع ويمنحه فرصة للاختيار بين بدائل متعددة. ثنائي' التوك شو' نجحت معك ومع شريف, لكن وماذا بعد؟ أستطيع القول بأن الحياة اليوم برنامج ثنائي ناجح فعلا ومنفصل في نفس الوقت خاصة أني أقدم مع شريف البرنامج سويا لمدة ثلاثة أيام في الاسبوع, وباقي الأيام كل منا يقدمه منفردا ليومين في الأسبوع, وفي تغطية الأحداث الكبيرة مثل انتخابات الرئاسة مثل تكون استثناء, إذن هي تركيبة ناجحة. يري كثيرون أن الانفلات الإعلامي سبب ارتباك المشهد السياسي الحالي, ما مدي صحة ذلك من وجهة نظرك؟ الاعلام لايصنع حدثا لكن يتابع وينقل, ولا أنفي أنه ليس هناك تجاوازات في كثير من الأحوال, لذا أطالب بضرورة تطبيق ميثاق شرف إعلامي, وأن يتم تشكيل مجلس أعلي ينظم شئون الإعلام بحيث لا يكون جهازا رقابيا.