'شعبة العمارة بنقابة المهندسين المصرية, كانت قد آلت علي نفسها, كما وعدت جموع المهندسين, وقت انتخابات النقابة, خلع أي رداء حزبي أو سياسي علي أبواب النقابة. حيث إننا قد انتخبنا جميعا من جموع المهندسين للعمل النقابي الذي يشمل الدفاع عن المهنة, وحقوق المهندس, وتوفير خدمات له من خلال النقابة, ولم يكن انتخابنا أبدا تفويضا للتحدث عن المهندسين في المجال السياسي. لكننا فوجئنا أنه قد تم الدعوة لعقد اجتماع يوم الإثنين2012/11/26 بمقر النقابة للتحدث باسم المهندسين في شأن سياسي, وهو الإعلان عن موقف النقابة, بصفتها ممثلة للمهندسين من الإعلان الدستوري. ونحن هنا في شعبة العمارة, نعلن رفضنا لاستغلال مواقعنا في مجلس النقابة للتعبير عن آراء المهندسين السياسية, ونحترم كفالة حرية الرأي لجميع المهندسين. بعد فوزنا بالانتخابات أصبحنا نمثل جميع المهندسين المعماريين, وليس فصيلا دون الآخر.. وعليه, فإننا نرفض التعبير عن رأينا السياسي بصفتنا أعضاء في المجلس, ولكن بصفتنا مواطنين مصريين لنا أن نصرح بآرائنا السياسية خارج النقابة, ولا نستعمل مواقعنا في النقابة لخدمة التيارات السياسية أيا كانت. مجلس شعبة العمارة بنقابة المهندسين المصرية لقد اطلعت مؤخرا علي ذلك البيان الذي صدر عن شعبة العمارة بنقابة المهندسين, وأعتقد أنه يمس قضية مهمة, ويرسي مبدا صحيحا و ديمقراطيا.القضية هي' موضة' الإفراط في تلوين النقابات بلون سياسي,والتي سادت طويلا في حياتنا السياسية, منذ أن عاصر جيلنا حرص' التنظيم السياسي الواحد', منذ الخمسينيات والستينيات, علي السيطرة علي النقابات, المهنية منها و العمالية, ثم دخول الإخوان المسلمين إلي الحلبة, والسعي إلي تلك السيطرة التي تكرست في فترات طويلة علي نقابات بعينها. وأفلحت بعض النقابات, بدرجات متفاوتة من النجاح, في أن تبقي بمنأي عن السيطرة الكاملة أو الدائمة لفصيل سياسي واحد عليها. إنني أعتقد أن سلامة العمل النقابي, وفعاليته, وقدرته علي تحقيق أهدافه الأصيلة ترتبط بالقطع بقدرته علي الاستقلال عن الأحزاب والتيارات السياسية. ويظل من حق المهندس, كمواطن, أن يعتنق مايريد من أفكار, وأن يلتحق بالحزب السياسي الذي يفضله, اسلاميا كان أم اشتراكيا أم ليبراليا أم قوميا أم غيره. المزيد من أعمدة د.أسامة الغزالى حرب