في غمرة انشغالنا بالأحداث المتلاحقة علي الساحة السسياسية في مصر ربما نكون قد نسينا أمور أخري مهمة من بينها ظهور حالات جديدة من المصابين والمتوفين مؤخرا نتيجة انفلونزا الطيور. مما يجبرنا علي العودة لأخذ الاحتياطات اللازمة من جديد لحماية أولادنا وعائلاتنا من خطورة هذا المرض الذي لم يختف من مصر نتيجة عدم تنفيذ التوصيات اللازمة للقضاء عليه نهائيا, وحتي يتم تنفيذها لابد من التذكير ببعض الإرشادات والمعلومات المهمة لتجنب الإصابة به. د.ماجدة رمزي قسطندي كبير أخصائيي التغذية بالمعهد القومي للتغذية توضح أن عدوي انفلونزا الطيور تنتقل للإنسان مباشرة عن طريق استنشاق إفرازات الطيور المصابة أو بطريقة غير مباشرة, كالتعامل مع مخلفات وفضلات الطيور أو استنشاق الهواء الملوث بالفيروس, ولم يثبت انتقال المرض من إنسان إلي آخر حتي الآن غير أنه في حالة ظهور فيروس جديد يحتوي علي جينات بشرية كافية يمكن حدوث عدوي مباشرة من إنسان إلي آخر. وأكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالمرض هم العاملون بمزارع الطيور والدواجن وفي أسواق الطيور والمخالطون والمتعاملون مع الطيور والفريق الصحي المتابع لحالات المرضي, والسلوك الأصح للحصول علي الطيور لأكلها- بغض النظر عن انتشار فيروس إنفلونزا الطيور- ليس من محال بيع الطيور الحية المنتشرة داخل المدن والمحافظات, لأن الفضلات التي تخرج من هذه المحال بعد ذبح الطيور تؤدي إلي تلوث بيئي كبير, فهناك أكثر من200 مرض يمكن أن ينتقل من الدجاج إلي الإنسان عن طريق الهواء أو الملامسة في تلك المحال. وتوضح د.وفاء صالح أستاذ مساعد بقسم الإدارة بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان أهم المبادئ الصحية التي يتم الالتزام بها وهي عدم التواجد في أماكن تربية الطيور وأسواق البيع لأن من السهل أن ينتقل الفيروس في الشعر أو الملابس أو يدخل جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق, لذا لا يفضل أخذ الأطفال في هذه الأماكن وعدم لمس أقفاص الطيور, كما يجب التنبيه علي الأطفال بعدم شراء الكتاكيت المنتشرة الآن عند أسوار المدارس لأنها تمثل خطورة عليهم. وبالنسبة للتعامل مع الطيور أو البيض داخل البيت: لابد من تنظيف الدواجن جيدا قبل الاستخدام ونفس الشئ بالنسبة للبيض فيجب غسله وتجفيفه قبل حفظه في الثلاجة, ويمكن دهنه بنقطة زيت لسد مسامه والحفاظ علي صلاحيته مدة أطول في الثلاجة, كما يجب غسل اليدين جيدا بعد ذلك وأيضا لوحة التقطيع والتي يمكن فركها بالملح بعد الغسيل لقتل الميكروبات, وكذلك تنظيف الأدوات المستخدمة في إعداد الطيور قبل طهيها, ويفضل تخصيص لوحة تقطيع خاصة باللحوم النيئة وأخري للخضر والفاكهة, أو تخصيص وجه منها لكل استخدام مع وضع علامة تميز كل وجه عن الآخر, مع مراعاة أن يتم التقطيع بعيدا عن الأطعمة الجاهزة للأكل, وفي حالة حفظها في الثلاجة يتم تغليفها جيدا بعيدا عن الخضر والفاكهة. وتنبه د.وفاء إلي ضرورة طهي الدواجن جيدا والتأكد من نضجها نضجا تاما, فقد ثبت أن الفيروس إن وجد يمكن القضاء عليه إذا تم النضج جيدا عند درجة حرارة عالية لا تقل عن80 درجة مئوية فهي كفيلة لقتل أي ميكروب, أما بالنسبة للبيض فلا يستحب أكله نيئا أو غير كامل النضج, كما يجب تجنب الأطعمة التي يدخل البيض النئ في مكوناتها مثل المايونيز, مع الابتعاد أيضا عن اللحوم الباردة مثل لانشون الفراخ في فترات انتشار المرض. وهناك إجراءات وقائية سلوكية تقلل من انتشار العدوي مثل غسل اليدين باستمرار, والتخلص من المناديل الورقية أولا بأول, والتقليل من القبلات والاكتفاء بإلقاء التحية, و تهوية الأماكن المكدسة مثل الأتوبيسات والفصول لتجديد الهواء وتجنب الانتقال المفاجئ من الجو البارد للدافئ والعكس, كما يفيد تطعيم الإنفلونزا الموسمي إلي حد ما في التقليل من الأعراض كنوع من الوقاية المناعية في حالة الإصابة. ويجب تحسين الجهاز المناعي وذلك بالإكثارمن الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين( أ) الموجود بالجزر والخضروات الورقية, وفيتامين( ج) الموجود في الموالح, وفيتامين( ه) الموجود في الزيوت النباتية, و كلها تقلل من انتشار العدوي ومن حدة المضاعفات في حالة الإصابة.