طالب د. فتحي سلامة عميد كلية الصيدلة بجامعة الأزهر بضرورة التخلص وبشكل فوري من مزارع الخنازير الموجودة في بعض المناطق بالقاهرة والجيزة من اجل محاصرة مرض انفلونزا الطيور ومنع انتشاره مؤكدا ان الخنزير كان دوره رئيسيا في تمكين هذا الفيروس في الانسان.. ويمكن ان يساهم في ايجاد نوع جيد من الفيروسات ينتقل من انسان لآخر.. وحذر د.فتحي سلامة من الشرب من مياه البرك والمجاري المائية والبحيرات الراكدة لان الطيور المهاجرة تستعمل مياهها ويمكن ان تنقل اليها الفيروسات... وقال ان الفيروس يمكن ان ينتقل للانسان من خلال الفم والدم والاستنشاق واكد علي عدم تناول الدواء بطريقة عشوائية لكي لا يكتسب الفيروس مقاومة ضد الدواء.. وحول أنواع الادوية التي يمكن استخدامها لعلاج الآثار الجانبية لمرض انفلونزا الطيور اشار سلامة الي عدم وجود تطعيم ضد انفلونزا الطيور حتي الآن كما انه لا يوجد دواء يمنع الاصابة بهذا المرض.. فقط يوجد دواء ال"تامي فلو" المعلن عنه والذي استوردته مصر.. وهو يخفف فقط من حدة المرض.. فالمعروف ان الفيروس عندما يدخل لجسم الانسان عن طريق الاستنشاق يهاجم الجهاز التنفسي خلال ال10 ساعات الأولي ثم ينتقل بعد ذلك لجميع خلايا الجسم ويسعي لتدميرها حيث يمكن له ان يدمر الكبد والكلي والجهاز العصبي والجهاز الهضمي.. الخ لذلك يجب ان يسارع الانسان الذي تثبت اصابته بالتحاليل المعملية الي اخذ هذا الدواء بشكل فوري الي جانب المضادات الحيوية الاخري ذات الصلة. وحول امكانية صناعة عقار ال"تامي فلو" في مصر بعد الحصول علي المادة الفعالة من الخارج خاصة في ظل عدم توافره بالصيدليات اجاب د.سلامة قائلا ان الامر سهل فمن الممكن ان تتعاقد وزارة الصحة علي شراء المادة الخام الفعالة للبدء في تصنيعها في مصر في فترة لاحقة.. لكن يجب ان تعلم ان هذا العقار لا يمنع الاصابة بالمرض ولكنه يقلل فقط من حدة الاعراض. ويوضح الدكتور فتحي سلامة أن هذا الفيروس يمكن أن يدخل للانسان عن طريق الدم أو الفم حيث إنه من المعلوم أن فيروس ال(H5N1) يدخل الجسد الانساني من خلال وسائل مختلفة منها: الدم والفم والاستنشاق.. فلو تعامل الإنسان مع الطيور المصابة وهو مصاب بأحد الجروح يمكن للفيروس أن يدخل للجسم عبر الدم.. ويبدأ بتدمير الدورة الدموية ثم ينتقل بعد ذلك في حالة عدم أخذ العلاج لتدمير جميع خلايا الجسم ومنها خلايا الجهاز التنفسي. أيضا يمكن لهذا الفيروس أن يدخل الجسد من خلال الفم لو تناول الانسان دجاجة مصابة غير مطهية طهيا جيدا أو شرب من مياه ملوثة بهذا الفيروس.. أو أكل طعاما تعرض لهذا الفيروس.. كذلك العمال المخالطون للدواجن في المزارع يمكن أن ينقل لهم الفيروس من خلال الاستنشاق أثناء التعامل المباشر مع الطيور المصابة بالمرض أو مع روث أو غذاء أو مخلفات هذه الطيور. وسائل الوقاية من أجل ذلك يجب أن نهتم كأفراد وكدولة وأجهزة معينة بوسائل الوقاية وبمكافحة انتشار المرض من خلال التخلص من الطيور المنزلية الموجودة في الريف والمدن وخاصة الحمام الذي يعتبر وسيلة "جيدة" لنشر العدوي للبيت الريفي. مزارع الخنازير إلي جانب ذلك والكلام مازال الدكتور فتحي سلامة عميد كلية الصيدلة جامعة الأزهر يجب التخلص من مزارع الخنازير الموجودة بمصر لأنها يمكن أن تكون وسيلة جيدة لنشر العدوي.. وبالاضافة إلي ما سبق يجب تفعيل جميع القرارات التي اتخذتها الاجهزة المعنية بعد أن ارتفعت اعداد المحافظات التي ضربها الوباء وخاصة تلك القرارات التي تتعلق بمنع بيع الطيور الحية في الاسواق والمحال أو نقلها من محافظة لأخري وبمنع تربية الطيور المنزلية في القري والمدن. ويوضح د.سلامة أن الخنزير هو الذي صنع المشكلة كلها.. وهو سبب كل هذه الكارثة الموجودة في العالم.. لأن دوره كان رئيسيا في تمكين انفلونزا الطيور من الانسان.. فالذي حدث أن الخنزير يصاب بالانفلونزا العادية التي تصيب الانسان ويصاب في الوقت ذاته بانفلونزا الطيور.. وكان من نتيجة ذلك أن تمحورت داخل الخنزير انفلونزا الطيور واصبحت صالحة لاصابة الانسان.. والخوف كل الخوف في المستقبل ان يندمج فيروس انفلونزا الطيور مع نوع آخر من فيروسات الانفلونزا التي تصيب الانسان وتحدث طفرة في سلالة الفيروس وينتج عن ذلك نوع جديد من الفيروسات يمكن ان ينتقل من شخص لآخر وهذا هو سبب القلق المتزايد في أنحاء العالم.. ولذلك يجب التخلص من مزارعه بشكل أو بآخر وعزلها عن التجمعات السكنية.. لأن الفيروس يمكن أن ينتقل لمزارع الخنازير من خلال افرازات الطيور البرية المصابة ومن خلال استخدام هذه الطيور لنفس مصادر المياه التي يستخدمها الخنزير.. ومن خلال استنشاقه لهواء وتربة ملوثة بهذه الفيروسات. مياه الشرب وينفي د.سلامة اية احتمالات لانتقال هذا الفيروس لمياه الشرب في المنازل لأن محطات تنقية المياه قادرة علي القضاء عليه بسهولة تامة.. وبالنسبة لمزارع الأرانب والبيض فالفيروس لا يصيب أيا منهما.. وبالتالي يمكن للناس أن تتناول لحوم الأرانب كيفما تشاء هي والأسماك واللحوم الحمراء والبيض الذي يجب أن يطهي هو والدجاج بشكل جيد لأن الفيروس يمكن أن يلتصق بالبيض من الخارج. لكن هناك أمرا في غاية الأهمية وهو خاص بمياه البرك والمجاري المائية الراكدة والبحيرات الصغيرة.. فمثل هذه المياه يجب عدم الشرب منها بشكل مباشر أو استخدامها في غسل الاطباق أو الأدوات المنزلية، حيث يمكن والكلام مازال للدكتور فتحي سلامة أن ينتقل الفيروس لهذه المياه من خلال الطيور المهاجرة التي تستخدمها في الحصول علي الماء والغذاء.. وبالتالي يمكن أن تصبح مصدرا للعدوي وخاصة اذا شربت منها الطيور المنزلية أو الانسان.. ولذلك يجب علي سكان القري والمناطق الريفية الابتعاد تماما عن هذه المياه.