تؤكد منظمة اليونسكو الدولية في تقرير حديث حول رصد التعليم للجميع في عام 2012 أن أكثر من 10 ملايين شخص في الدول العربية تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما لم يكملوا مرحلة التعليم الابتدائي ويحتاجون إلي حلول بديلة لاكتساب المهارات الأساسية التي تتيح لهم أن يعملوا وينعموا بحياة كريمة, وأن هذه الشريحة تشكل خمس عدد الشباب في المنطقة العربية, وتصل إلي ربع عدد الشباب في العراق, خاصة ان أكثر من نصف عدد سكان المنطقة العربية تقل أعمارهم عن الخامسة والعشرين. كما تؤكد المنظمة أن أكثر من ربع شباب العالم حاليا إما أنهم عاطلون عن العمل أو سجناء لوظائف تفرض عليهم العيش علي حافة خط الفقر أو تحته. ويخرج التقرير بنتيجة غير مطمئنة بأنه من غير المرجح أن يتحسن هذا الوضع في المستقبل القريب. ففي الدول العربية, يوجد حوالي5 ملايين طفل غير ملتحقين بالتعليم الابتدائي ونحو4 ملايين في سن المراهقة غير ملتحقين بالتعليم الثانوي, مما يعني أن هؤلاء سوف يحرمون من المهارات الأساسية اللازمة للحصول علي عمل في المستقبل. ويواجه العالم أزمة تعلم أيضا, ذلك لأن 250 مليون طفل ممن بلغوا سن التعليم الابتدائي لا يجيدون القراءة اوالكتابة, سواء كانوا ملتحقين بالمدرسة أم غير ملتحقين بها. وأكدت إيرينا بوكوفا المدير العام للمنظمة أن الشباب يعاني اليوم من مشكلة مزمنة لعدم تطابق المهارات المكتسبة مع المهارات المطلوبة في سوق العمل. ويتمثل الحل الأنسب لحل مشكلتي التراجع الاقتصادي والبطالة ضرورة حصول الشباب علي ما يحتاجون إليه من مهارات أساسية وأنشطة تدريبية للدخول إلي عالم العمل بدرجة كبيرة من الثقة. ويكشف التقرير أنه من بين كل خمسة أطفال منتمين إلي الطبقات الفقيرة في مصر هناك طفل لم يلتحق يوما واحدا بالتعليم الابتدائي. وفي المقابل, تتمكن الأغلبية الكبري من الشباب المنتمين إلي الفئات السكانية الأغني في مصر من بلوغ المرحلة العليا من التعليم الثانوي. وفي معظم الأحيان, يضطر الشباب المفتقرون إلي المهارات الأساسية إلي العمل في القطاع غير الرسمي بصورة غير قانونية, من دون أي أنظمة تحكم عملهم وفي ظل ظروف عمل غير مستقرة. وغالبا ما يحتم عليهم هذا الواقع العمل لقاء أجور تبقيهم تحت خط الفقر. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلي أن5 في المائة فقط من الشابات المصريات اللاتي لم يكملن التعليم الثانوي في المناطق الحضرية يتقاضين أجرا يزيد علي دولارين في اليوم الواحد. وتصل هذه النسبة إلي 80% تقريبا في صفوف الشباب في المناطق الحضرية, ولكن أغلبية الفقراء والأشخاص الأشد حرمانا من التعليم يعيشون في المناطق الريفية.