لابد أن نعي جيدا أن للامتحانات تأثيرا كبيرا علي اتجاه التلميذ نحو اكتساب عادة التفكير العلمي, أو عدم اكتسابها, فالامتحانات التقليدية التي لا تتطلب من التلميذ أكثر من سرد الحقائق والمعلومات التي درسها. إنما تقيس قدرة التلميذ- فقط- علي حفظ المادة واختزانها في عقله حتي يحين موعد إفراغها في ورقة الإجابة يوم الامتحان, وبالتالي لا يتعود التلميذ علي منهج التفكير العلمي الذي نتحدث عنه والذي لا يمكن الوصول إليه بعيدا عن تغييرات جذرية في نظم الامتحانات ترتكز علي قياس مدي قدرة التلميذ علي التفكير وحسن تصرفه في استخدام المعلومات التي درسها.. بل إن النظم التعليمية الحديثة تضع في برامج الامتحانات أنواعا متعددة من الاختبارات لكي تقيس مدي استقلالية الرأي, وسلامة الحكم علي الأمور عند التلاميذ في سن مبكرة! وأظن أنه من الضروري أيضا أن نتعامل مع هذه القضية بمنهج التفكير العلمي السليم دون جدل أو تشنج وفي إطار أنها عملية تحتاج إلي تخطيط قصير المدي وطويل المدي بحيث تشارك جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في دراسة الموقف من كل جوانبه بهدف رسم خطة للمستقبل يتم من خلالها تفادي كل العلل والأسباب التي عطلت تطوير التعليم تطويرا حقيقيا... فهل نحن فاعلون! سؤال ينبغي سرعة الإجابة عليه في المرحلة المقبلة لأنه في غيبة من نظام تعليمي عصري ومتطور تظل أهدافنا ومقاصدنا من بناء إصلاح حقيقي وشامل أهدافا علي الورق فقط! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: أسوأ الجيران من يصعب عليك اتقاء شروره! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله