شيماء مأمون: النذوة.. الشهوة..الحب.. تيارات انجرف معها بعض الساسة في العالم, عادة ما كان ثمنها الاستقالة من المنصب الكبير ولكنها تظل عالقة في ذاكرة الإعلام والناس والتاريخ رغبات جعلتهم يضربون عرض الحائط بكل الأعراف والتقاليد وتحولت إلي فضائح كتبوا بها السطر الأخير في مشوارهم المهني فباتوا مادة دسمة لوسائل الإعلام المختلفة, ولكن يبقي السؤال مالذي يدفع بهولاء إلي المخاطرة بمستقبلهم السياسي من أجل علاقات قد تكون عابرة أو جادة وكان للحب دورا في صنعها؟ أدوارد الثامن.. سجل التاريخ العديد من قصص الحب الغريبة, والتي تنتهي في بعض الأحيان بمأساة أو بموت أو انتحار أحد الحبيبين ولكن ليس هناك رجل تنازل من أجل امرأة مثلما تنازل الملك إدوارد الثامن فلم يدم تربع إدوارد الثامن علي عرش الإمبراطورية العظمي ليكمل العام حتي نزل عنه وتخلي عن سلطانه فهو الحاكم البريطاني الوحيد الذي تنازل متعمدا عن حكم لإمبراطورية البريطانية التي لاتغيب عنها الشمس ليتزوج من مطلقة امريكية تدعي واليس سيمبسون وذلك في ديسمبر1936 فكيف تصبح ملكة بريطانيا أمريكية وأشعلت أزمة دستورية وواجه رفض البرلمان علاوة علي عدم قبول الكنيسة الزواج وبذلك قرر ادوارد التنازل عن العرش لشقيقة الملك جورج السادس تاركا كل شيء وراءه ظهره و نفي وجرد من مملكته ليصبحا سويا الدوق والدوقه, وقد كتب في بيان تنازله عن العرش عبارة خالدة انني لا أستطيع أن أصبح ملكا دون أن تكون بجواري المرأه التي أحبها واعتبر المورخون هذا البيان وثيقة تاريخية تشهد علي أعنف قصة حب فقد ترك إدوارد بلاده واختار العيش في فرنسا علي مدي35 عاما إلي أن توفي وتم نقل جثمانة إلي وطنه, حيث دفن في الحديقة التي عاش فيها طفولته, أما واليس سيمبسون فقد عاشت14 عاماإلا أن قصة الحب هذه لم يخفت بريقها ووهجها حتي بعد وفاة بطليها, فقد قامت الفنانة الأميركية مادونا بتقديمها في فيلم سينمائي بعنوان' دبليو إي' تناول تفاصيل حكاية الحب الملكية تلكويرمز عنوان الفيلم إلي الأحرف الأولي من اسم واليس وإدوارد. مغامرات في البيت الأبيض لم يستطع كرسي الرئاسة الأمريكية منع جالسيه من صنع الفضائح حيث ارتبط أسماء عدد من رؤساء أمريكا بالفضائح سواء المالية أو الجنسية ابرز تلك الفضائح تلك التي كان بطلها بيل كلينتون الذي ارتبط اسمه بفضيحة علاقته مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي وافتضح أمر كلينتون ولوينسكي عبر صديقة الأخيرة التي كانت قد سجلت أقوال صديقتها والتي كشفت من خلالها عن تفاصيل حميمية. في بداية التحقيقات اصر كلينتون علي نفي وجود أية علاقة جنسية مع مونيكا, لكنه اضطر إلي الاعتراف بوجود تلك العلاقة بعد أن حصل قاضي التحقيق كينيث ستار علي فستان أزرق يخص مونيكا وعليه آثار السائل المنوي الخاص بكلينتون كما حصل ستار من مونيكا علي إقرار رسمي بأن كلينتون انخرط معها في علاقة حميمية, وهكذا وجد كلينتون نفسه مضطرا في نهاية المطاف إلي الاعتراف بأنه كذب علي الشعب الأميركي, ولكن المثير أن الصحافة الأوروبية تعاطفت معه باعتبار أنها قضية شخصية علاوة علي انها لم توثر علي قيادة الرئيس للولايات المتحدة, بل إن سجله في قيادة أميركا كان يدعو للاعجاب,خاصة ان التقاليد الاوروبية أكثر تسامحا حيال الأمور الشخصية. كارل غوستاف.. فضائح خريف العمر تفجرت الكثير من الفضائح ذات الطابع الجنسي حول ملك السويد كارل غوستاف, عقب صدور كتاب الملك المتبرم لمؤلفيه الكاتب السويدي توماس سيوبيرج وتويا ماير, والذي حقق مبيعات بلغت عشرين ألف نسخة في اليوم الأول لصدوره. فبالرغم من ان السويد مجتمع يحترم الخصوصية الفردية إلي أقصي حد, ونادرا ما يتدخل الإعلام في الحياة الشخصية لأفراد العائلة المالكة والمسؤولين الحكوميين علي اعتبار أنها تدخل ضمن الشئون الشخصية لا علاقة للآخرين بها الا ان السويدين وجدوا في الكتاب فرصة نادرة للإطلاع علي التفاصيل الشخصية للعائلة المالكة أسوة بغيرها من الأسر المالكة في أوروبا والعالم, كشف الكتاب النقاب عن ان الملك كارل غوستاف السادس عشر كان شخصا مولعا بالنساء وروي تفاصيل عديدة عن حفلات الجنس الجماعي التي يقيمها حتي أنه لا يتورع عن التردد علي النوادي الليلية التي تقدم وصلات فنية لفتيات يرقصن وهن عاريات. وفي ضوء تلك الفضيحة, شنت وسائل إعلام سويدية حملة انتقادات لاذعة ضد الملك البالغ من العمر65 عاما, وهي الانتقادات التي وصلت الي حد مطالبته بالتنحي فورا, ومازال الملك السويدي يكافح في سبيل دحض وتخفيف وطأة تلك الفضيحة التي انعكست سلبا علي رصيد شعبيته ومصداقيته بعد مرور نحو4 عقود علي اعتلائه العرش. ويبقي السؤال ماالذي دفع مثل هؤلاء الساسة الي المخاطرة بمستقبلهم السياسي؟ ربما هو الحب أو البحث عن الاثارة اوالرغبة في المغامرة أو هو مجرد انحراف اخلاقي؟