اللجنة التأسيسية للدستور أعادت أيام الصبا إلي ذاكرتي, فقد كنا في الماضي نبادر إلي الانسحاب من مباريات كرة القدم في الشوارع والساحات الشعبية حتي لا يصاب مرمانا بعدة أهداف فنقوم بضرب كرسي في الكلوب لإلغاء المباراة وإنقاذ ماء وجوهنا حين نعجز عن تحقيق اهداف في مرمي الخصم ونجاهر بإدعاء الإحساس بالظلم!! ورغم الهمه العالية التي أبداها الأعضاء من النخبة المميزة الذين يشكلون قوام اللجنة التأسيسية إلا أن بعض الأعضاء عاد لممارسة لعبة ضرب الكرسي في الكلوب ليهدم المولد علي رءوس العباد من أجل أن تظل مصر في حالة من الفراغ الدستوري لأكثر من عامين ونصف عام, لأن هؤلاء عجزوا أمام صناديق الانتخابات وعاد الخاسرون ليفرضوا وجودهم علي الساحة مرة اخري من خلال إعلان انسحابهم من اللجنة رغم علمهم أن هناك أعضاء احتياطيين, إلا أن الهدف هو هدم اللجنة وتأخير الدستور واستمرار حالة الضياع التي نعيش بها وكانت أحدث صيحة لإحداث الفوضي هي تشكيل لجنة تأسيسية موازية ثانية ليتحول موضوع التاسيسية الي مسلسل تركي لا تنتهي حلقاته!. ولا أدري ما سر إثارة الأزمات حول سلق الدستور أو كلفتته وغير ذلك من باقي مصطلحات الطهي بالرغم من أن المطروح هو مسودات فقط وسوف تطرح في شكل نهائي للاستفتاء العام علي الشعب.. فلماذا يخشي هؤلاء نتيجة الإستفتاء.. أليس هذا الشعب هو من يدعون انهم ائتلافاته فلماذا لا يثقون به وباختياراته؟!! لقد هلل البعض لهذه الانسحابات ووصفها بانها اعلان عن الموت الاكلينيكي للتأسيسية ويراهنون علي بطلان كل المؤسسات التي لا تحقق هواهم.. أقول للمنسحبين شاركوا بعرض وجهات نظركم وكفوا عن التلويح بالانسحاب رحمة بمصر التي تواجه الآن خطر الفوضي الممنهجه وشبح التقسيم. لقد جاء تقرير مفوضي الدستورية برفض بطلان التأسيسية واتمني ان يصيب هذا الحكم دعاة الفوضي بالموت الاكلينيكي!!. المزيد من أعمدة أحمد عصمت