كتبت عشرات المقالات حول هدم القصور والفيلات التاريخية في مصر ولم يقرأ أحد وهناك بعض التقديرات التي تؤكد ان القاهرة وحدها شهدت هدم أكثر من الف قصر وفيلا خلال عشرين عاما وفي تقديري ان الرقم أكبر من ذلك بكثير.. وقد لجأ المقاولون إلي حيل كثيرة لهدم هذه التحف التاريخية كان المقاول يقيم عرسا شكليا ويرفع الأعمدة ومئات من لمبات الكهرباء ويغطي القصر من الخارج وترتفع اصوات الميكرفونات لكي تغطي علي عمليات الهدم التي تجري خلف الأعمدة ويتصور الجيران ان ما يحدث عرس حقيقي وليس كذبة كبري وفي ساعات قليلة يكون القصر قد تحول إلي انقاض وفي اليوم التالي تأتي اجهزة المحافظة للمعاينة وتقديم رخصة البناء علي صينية من الذهب للمقاول المحظوظ.. حدث هذا في فيلات كثيرة في المعادي ومصر الجديدة وعلي شواطئ النيل في الزمالك وجاردن سيتي.. وعندما تشاهد الأفلام القديمة تستطيع ان تدرك حجم الجريمة وكيف تم إغتيال تاريخ مصر المعماري وقصورها التاريخية النادرة.. الغريب انني ظللت اكتب حول هذه الجرائم وكان المسئولون في العهد البائد يعلمون كل شئ ويغمضون أعينهم.. وقد دخلت يوما معركة شرسة مع الحكومة في ذلك الوقت حينما قررت بيع حديقة قصر محمد علي بالمنيل لإقامة مجموعة من الفنادق عليها لحساب عدد من الشركات الأمريكية العربية المشتركة.. وهذه الحديقة سبقت في إنشائها قصر محمد علي فقد اشتري الأمير هذه الحديقة وعمرها يزيد علي500 سنة واقام فيها القصر ثم قام باستيراد انواع نادرة جدا من النباتات.. وقد زار أحد خبراء الزراعة الأجانب هذه الحديقة وانبهر بها انبهارا شديدا وقال للمسئولين في المحروسة ان هذه الحديقة تحتوي علي انواع من الأشجار التي لا يوجد لها مثيل في العالم كلما شاهدت القصور والفيلات القديمة في روما وباريس تذكرت قصور مصر القديمة والتي تحولت إلي خوازيق خرسانية جمعت كل مظاهر القبح..ومازالت القصور والفيلات تهدم ليلا في كل أرجاء مصر دون مراعاة للتاريخ أو القيمة الأثرية إنها لعنة المال حين ينتهك الجمال. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة