5 في أول سبتمبر 1975 وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية فك الاشتباك الثاني التي أعادت لمصر الجزء الممتد من العريش شمالا إلي راس محمد جنوبا وفيها حقول بترول سدر. ولما كانت الاتفاقية قد نصت علي عدم قيام طرفيها بأعمال عسكرية ضد الآخر, فقد اعتبرت نهاية لما حققته حرب أكتوبر. في ذلك الوقت ظل هدف الدول العربية محاولة تحقيق تسوية شاملة مع إسرائيل من خلال مفاوضات تجري في جنيف برعاية سكرتيرالأمم المتحدة ورئاسة موسكو وواشنطن. إلا أن هذا المؤتمر لم يعقد سوي مرة واحدة فقط في 21 ديسمبر 73 ومن يومها وقفت المشاكل دون عقده وعلي رأسها تمثيل الوفد الفلسطيني. جاء عام77 بمفاجآت مثيرة كان أبرزها: - رئيس أمريكي جديد اسمه جيمي كارتر تولي في يناير وبدأ السادات يلح عليه لعقد مؤتمر جنيف وقد أبدي الرجل إهتماما خاصا بصراع الشرق الأوسط لكنه إعترف في خطاب كتبه بخط يده إلي السادات بعجزه عن عمل شيء. - قبل يومين من تولي الرئيس كارتر, شهد السادات مفاجأة مظاهرات 18 و19 يناير التي هددت نظامه وأطلق عليها إنتفاضة حرامية وأثرت في تفكيره - في منتصف مايو جاءت الإنتخابات في إسرائيل بمفاجأة, فلأول مرة بعد 30 سنة هزم حزب العمل, وتولت الوزارة كتلة ليكود برياسة مناحم بيجين المعروفة بتشددها. - في نفس الوقت خلافات عربية لا تعطي أي أمل لعقد مؤتمر جنيف وهكذا فإنه في مواجهة فك ألغاز المشهد بدأ السادات بمحاولة معرفة قدرات رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بيجين واستعداده للسلام. وفي هذا الطريق جرت اتصالات واجتماعات سرية منها اجتماع في المغرب بين موشيه ديان وحسن التهامي والسادات ورئيس رومانيا الأسبق نيكولاي تشاوسسكو, ورسائل بعث بها مستشار النمسا في ذلك الوقت كرايسكي إلي السادات وإلي مناحم بيجين وكارتر, أكدوا فيها أنه إذا كانت هناك فرصة لمفاوضات سلام مع إسرائيل فمع هذا القادم الجديد لإسرائيل مناحم بيجين. وهكذا بدأت فكرة الزيارة (غدا الحلقة الأخيرة) [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر