بات واضحا أن السكة الحديد هي مقبرة الوزراء, وأن حوادث الطرق والسكك الحديدية هي مقبرة المصريين. وإذا كان ذلك مسكوتا عنه من قبل في أثناء النظام البائد. فإنه لم يعد ممكنا ولا مقبولا في ظل حكومات الثورة. والآن لابد من نهاية لمأساة السكة الحديد, وأن يكون ضحايا قطار أسيوط هو الحصة الأخيرة من أرواح المصريين التي تذهب من جراء إهمال طويل لهذا المرفق الحيوي, وأغلب الظن أن أهالي الضحايا في أسيوط لن يقبلوا أي أعذار عن الاهمال الجسيم والمتكرر الذي أودي بأرواح الأبرياء. وآخر حصة كانت أرواح الأطفال البريئة في أتوبيس مدرسة معهد النور الأزهري الابتدائي, والتي حصدت 25 شخصا في لحظة سوداء للأسف تتكرر كثيرا. .. ولم يعد يكفي أهالي الضحايا استقالة وزير النقل أو اقالة رئيس هيئة السكة الحديد, فقد تكررت الاستقالة والإقالة بل والتحقيقات ولم نصل إلي نهاية.. وفي هذه اللحظة الراهنة يتعين علينا جميعا أن نكاشف أنفسنا بالحقيقة المرة, والحقائق تقول أن هناك اهمالا جسيما لمرفق السكة الحديد يجب أن يتوقف فورا, ولابد من تخصيص أموال كافية للاستثمار في اعادة هذا المرفق الحيوي إلي الحياة, والحقيقة الأخري هي أن الاستثمار في العناصر البشرية لابد من البدء فيها فورا وبدون تغيير. والحقيقة الأخيرة المرة هي ضرورة الضرب بيد من حديد علي الفاسدين والمهملين دون رحمة أو شفقة.