احزن كثرا يوميا عندما اشاهد واقرأ واستمع لبعض الجهلة الذين يسعون للفساد في الارض بدعوي الشريعة الاسلامية وعدم مخالفة شرع الله, متخذين من الدين الاسلامي الحنيف ستارا لافكارهم الشاذة, والدين منهم براء. واخر هؤلاء ذلك الرجل الذي خرج علينا بفتوي هدم الاهرامات وابو الهول لانها اصنام واوثان وانه سيقوم هو وجماعته بهدمها, متفاخرا بالمشاركة في هدم تمثال بوذا التاريخي في افغانستان, وكأنه فتح عكا او حرر بيت المقدس. للاسف الشديد اصبحنا نري علي الساحة نماذج عدة من اصحاب الافكار الهدامة التي تريد ان تعيدنا الي العصور الجاهلية, فالذي يفسر الدين علي هواه من اين اتي بتلك الفتوي, الم تكن تلك الاثار في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم ولم يأمر بهدمها, واذا كانت اوثانا لماذا لم يهدمها عمرو بن العاص عندما دخل مصر, ام تم ارجاء ذلك الامر حتي يطل علينا ذلك الشخص ليقوم هو بهدمها ويحصل علي الثواب, ويمحي اقدم تاريخ في البشرية. اصعب ما في الامر ان تجد جاهلا يتحدث ولا تكون لديك المقدرة علي مواجهته واقناعه بان يكمل تعليمه او يتعمق في الاسلام الذي يتشدق به في كل كلمة, ولا يعلم ان الاسلام دين يسر ولا يقبل الفظاظة, ويجب ان تكون المخاطبة بالحسني وبالترغيب وليس الترهيب. ان مايقوله امثال هذا الشخص- الذي ارفض ان اسطر اسمه بقلمي- هم اكبر دعاية سيئه للاسلام والمسلمين امام العالم, فدائما ومن بعد احداث 11 سبتمبر تسعي الدول الاسلامية المعتدلة لتحسين صورة الاسلام في الخارج, وانه دين لا يحث علي العنف وانه برئ من العمليات الارهابية والفكر الارهابي, الا ان الاسلام ابتلي بقلة ممن يعتنقونه ليظهروا صورة سيئة ويجعلوا ذلك ذريعة في يد الغرب ضد الاسلام والمسلمين. ان ذلك الشخص الذي يتحدث عن الشريعة الاسلامية اساء لسمعة مصر بعد الثورة والحق بها اضرارا مادية واقتصادية ضخمة بسبب تصريحاته وتفسيراته وتفاخره بنفسه وبطولاته. انني اناشد جميع وسائل الاعلام بالكف عن استضافة اصحاب الفكر الشاذ, ويجب ان نعلم ان مصر بها الازهر الشريف الذي يعد منارة للاسلام الوسطي الحقيقي بل انه قبلة مسلمي العالم لتعلم الاسلام الصحيح, ويجب علي الدولة ايضا ان تدعم تلك المؤسسة بكل قوة للحفاظ علي الاسلام والحفاظ علي البلاد من بعض الفوضويين الشواذ فكريا. المزيد من أعمدة جميل عفيفى