المنيا حجاج الحسيني: مأساة اجتماعية بكل المقاييس كشفت عنها قضية سرقة مسكن أستاذ جامعي بالمنيا.. القضية لم يرتكبها أحد من أطفال الشوارع ولا المسجلين سرقات ولكن المتهمين كانوا من أولاد الذوات.. المتهمين هم6 تلاميذ أصغرهم بالصف الثالث الإعدادي. وأكبرهم بالصف الثالث الثانوي العام من بين المتهمين2 أشقاء أبناء أستاذ جامعي بكلية الهندسة وزميل صاحب الشقة المسروقة واثنان آخران ابنا مدير إدارة قانونية بأحد البنوك, وارتكبا الجريمة في أثناء سفر والدهما إلي الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج ومتهم خامس ابن طبيب مشهور, أما المتهم السادس والأخير فهو ابن رجل أعمال معروف في المنيا.. القضية التي اهتزت لها مدينة المنيا هي رسالة قوية لكل أب وأم حتي يستيقظوا قبل فوات الآوان ويتحول الأبناء إلي لصوص أو مجرمين. بداية القضية كانت بلاغ من( خ.ع.ع) الأستاذ بكلية الهندسة بالمنيا والمقيم بأحد الأبراج الراقية بمنطقة شلبي شمال مدينة المنيا يوم الأحد الماضي يتضمن اكتشافه سرقة خزينته من مسكنه وبداخلها مبلغ25 ألف جنيه و7 آلاف دولار وعملات أخري وجهاز لاب توب وكاميرا ديجيتال وأوراق خاصة كان محتفظا بها داخل الخزينة وأضاف البلاغ أنه اكتشف واقعة السرقة بعد عودته من بلدته بمركز مطاي حيث كان وأسرته بمنزل العائلة واتهم صاحب البلاغ حارس العقار بارتكاب السرقة, المعاينة التي قام بها الرائد عمرو حسن رئيس مباحث قسم شرطة المنيا لمسكن الأستاذ الجامعي كشفت عن عدم وجود آثار عنف في دخول الشقة التقطت المباحث أول خيط في القضية حيث قرر نجل صاحب الشقة أنه اكتشف اختفاء مفتاح الشقة, أثناء وجوده مع مجموعة من زملائه قبل السفر مع أسرته لقضاء إجازة العيد بمنزل العائلة بمركز مطاي وبعد تحديد أسماء زملائه أكدت تحريات المباحث أنهم وراء ارتكاب الواقعة, فتم تقنين الإجراءات القانونية لضبط المسروقات حيث كانت المفاجأة العثور علي معظم المسروقات في منازل التلامذة بعد أن اقتسموها وهي عبارة عن مبلغ7 آلاف دولار و22 ألف جنيه بعد أن أنفق التلامذة3 آلاف جنيه من المسروقات, كما أرشدوا عن التاجر الذي باعوا له جهاز لاب توب بمنطقة المطافي مقابل600 جنيه وتم العثور علي الكاميرا الديجيتال بمنزل أحد التلامذة.. أما الخزينة فقد تخلصوا منها بإلقائها في ترعة الإبراهيمية وبها الأوراق والمستندات الخاصة بعقود ملكية خاصة بالأستاذ الجامعي. اعترافات التلامذة المتهمين حملت أسباب ارتكابهم الحادث حيث قرروا أنهم قاموا بالسرقة انتقاما من الأستاذ الجامعي والد زميلهم الذي طلب من نجله الابتعاد عنهم لأنهم يتعاطون المخدرات وأنهم غافلوا زميلهم وسرقوا منه مفتاح الشقة واستغلوا فرصة سفر الأسرة وقاموا بفتح الشقة واستولوا علي الخزينة التي نقلوها إلي مسكن أحدهم وفتحوها بالشنيور وقاموا بتقسيم الغنائم التي عثروا عليها داخل الخزينة وفي التحقيقات التي باشرها مينا فوزي وكيل نيابة بندر المنيا حضر الأستاذ الجامعي وطلب التصالح والتنازل عن القضية حرصا علي سمعة آباء المتهمين وحرصا علي مستقبل التلامذة, فقررت النيابة إخلاء سبيل التلامذة ما لم يكونوا مطلوبين علي ذمة قضايا أخري وتسليم المضبوطات لصاحبها بعد التعرف عليها.