آمال ماهر.. صوت يشبه النيل في جريانه محملة مياهه بالبهجة والرخاء للمصرين, مع نبراتها العذبة يشعر الجمهور أن الحياة هي موت بغيرغناء ,وبدون طرب باعث علي الأمل والحب والمشاعر الطيبة, وفي حضرة صوتها لابد أن تصمت كل مؤديات الغناء علي جناح البرنو كليب اللآتي أساءن للأغنية المصرية والعربية قبل أن يلحق بهن عارهم الشخصي. رغم صغر سنها تعي المسئولية الملقاة علي عاتقها, وتعلم انها ابنة هذه الأرض الطيبة, وعليها مهمة كبري في عودة الأصالة والغناء الراقي إلي بيت الذائقة العربية السليمة التي فقدت الكثير من رونقها في الفترة الأخيرة وجرفها الابتذال فيما يسمي بالغناء الشعبي الذي يخاصم الطرب الشعبي التي نشأنا عليها,فتارة استهلكت فيه مفردات الغناء العاطفي خاوي المضمون, وتارة أخري تاه في غياهب وهم العالمية. يوم الجمعة الماضية كانت' آمال' أو' أمل الغناء المصري' أمام اختبار صعب يتمثل في غنائها لأول مرة أمام جمهور ساقية الصاوي, ذلك الجمهور الذي يمثل شريحة الشباب, وبملابس كجول عصرية وقفت تغني وإفترش صوتها خشبة المسرح,ووفد إليها عشاق الأصالة من كل اتجاه, إمتلأ المسرح عن بكرة أبيه بجمهور يتراوح سنه من بين15 إلي30 سنة, وأثبتت' آمال' أن الجمهور بخير حيث تجاوب بقوة مع كل أغنية تشدوها بصوتها,وفي إطار التفاعل الحي كانت المطربة الشابة تتبادل الأدوارمع جمهورها في ذكاء فطري, فهو يغني وهي تستمع,وهو يصفق وهي تبتهج,وهكذا صنعت حالة من الانسجام في علاقة رائعة تقوم علي الإيقاع' خد وهات' خذ غناء وهات سعادة. وفي هذه اللحظات الاستثنائية من عمر المطربة الشابة كانت عيناها وأذنيها ترقب عن كثب رد فعل الجمهور,حين يهلل وهي تتوقف,أنه يطرب, وهي تستمع, ويطلب التكرار,وهي تعيد في سعادة غامرة توجها التصفيق الحاد لأغنيتي' إتقي ربنا فيا'و'ياعيني عليكي يا طيبة' لايقل عن' موعود حليم' أورائعة سيد درويش' أهو ده اللي صار', ومع انتهاء كل أغنية من الأغنيات ال15 التي أنهتها بجزء من رائعة أم كلثوم'ألف ليلة وليلة', كانت القاعة تضج بالتصفيق,ونجحت المطربة الشابة في التجربة, لأن الجمهور بالنسبة للفنان هو المكافأة وهو العقاب في آن واحد, لكن الله سلم وتوج الجمهور المطربة الشابة في تلك الليلة كملكة حقيقية علي عرش الأغنية المصرية باحساسها المرهف وأدائها العذب, وهو ما يؤكد حجم جماهيرية آمال ماهر في مصر,التي أثبتت للجميع أنها ليست مطربة أوبرا,أو مطربة الكبار فقط,ولكنها مطربة جميع الفئات والأعمار. امال أكدت' للأهرام' انها كانت قلقة,وخائفة,ومتوترة لدرجة لا يعلمها إلا الله من حفل ساقية الصاوي,خاصة أن هذا هو الحفل الأول- لايف- الذي تحييه للجمهور منذ طرحها ألبومها الأخير' أعرف منين' لكن إقبال الجمهور الكبير فاجأها قبل أن تغني أي شيء, وأكد لها أن الغناء في مصر بخير,و لم يفقد هويته,وطمئنها علي المستقبل. وصرحت بأنها كانت تتمني أن تأخذ كل جمهور الساقية في حضنها,خاصة جمهور الصفوف الخلفية,الذين شعرت بسعادتهم أكثر وهم يرددون معها كل كلمة في أغنياتها,وهذه السعادة أصابتها بالعدوي إلي حد أنه' كان هاين عليها تنزل لهم' كما تقول وتضيف: شعرت يومها أني علي طبيعتي,وأني أسعد إنسانة في الدنيا,لأن الجمهور هو مرأة الفنان,ولا يحس الفنان بكيانه إلا أمامه. وفي النهاية أشارت أن كليبها الجديد' إتقي ربنا فيه' الذي انتهت من تصويره منذ أيام قليلة سيعرض خلال أعياد الكريسماس, وهو من كلمات جمال الخولي,ألحان محمد يحيي,توزيع أحمد عبدالسلام وقد قام بإخراجه محمد سامي في مصر. أحمد السماحي