بعد أقل من خمس ساعات من اختيار البابا تواضروس الثاني, ليصبح البابا811 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية, وفي أول حوار له مع الأهرام بدير وادي النطرون,حيث يعتكف هناك. وبرغم وجود آلاف المهنئين ومن ينشدون البركة من البابا الجديد, فإنه أفسح ل الأهرام وقته وأجاب عن كثير من الأسئلة, سواء فيما يتعلق باستقباله خبر اختيار السماء له للجلوس علي كرسي مارمرقس الرسول, أول بابا للإسكندرية وبطريرك للكرازة المرقسية, أو فيما يتعلق بملفات الكنيسة والوطن التي سيتعامل معها بعد الاحتفال بتجليسه علي الكرسي البابوي في81 نوفمبر الحالي. وأيضا تحدث إلينا البابا تواضروس عن سر دموعه التي انسابت بغزارة وهو يصلي أول صلاة شكر في كنيسة الدير وسط أشقائه من الرهبان, وعرفنا منه ماذا قال في صلاته عند جسد البابا شنودة المسجي في دير الأنبا بيشوي, ووجه رسالة إلي معلمه القائم مقام الأنبا باخوميوس الي كل المصريين. قداسة البابا تواضروس الثاني كيف استقبلت خبر اختياركم من خلال القرعة الهيكلية البابا ال811 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟ أنا كنت معتكفا هنا في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون منذ عدة أيام, وبعض الآباء الرهبان كانوا علي اتصال تليفوني مع القاهرة وعندما ظهرت كلمة السماء من خلال القرعة الهيكلية باختياري أبلغوني. من أول من جاء وأبلغك بأنكم أصبحتم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؟ أبونا( داود) الانبا بيشوي وأبونا( دوفانيوس) الانبا بيشوي, أول من أبلغني باختيار السماء لي لهذه المهمة والمسئولية التي أتمني أن يعينني الله علي أعبائها. ما هي المشاعر والأحاسيس التي تداخلت في وجدان قداستكم لأول لحظة بعد سماع النبأ؟ أحسست أن المسئولية خطيرة وكبيرة وفي الوقت نفسه أقول لتكن مشيئتك يارب. ملفات كثيرة موضوعة أمام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية ال811 ما هي الملفات التي تعتبرها الأصعب والتي ستبدأ بها خدمتكم للكنيسة؟ لا توجد ملفات صعبة لأن الكنيسة ليست البابا وحده, ولكنها تعمل من خلال المجمع المقدس وكل أساقفته ومن خلال الأراخنة, الأقباط المتميزين لدي الدولة والكنيسة] ومن خلال كل الطاقات والمهارات الموجودة في الكنيسة. قبل جلوس قداستكم علي الكرسي البابوي كانت الطروحات حول المطلوب من البابا ال811 والملفات التي يجب أن يعطيها أولوية, تشير الي أن ملف الأحوال الشخصية وترتيب الكنيسة من الداخل وطمأنة الأقباط الذين يبحثون عن الهجرة في ظل مخاوف من صعود الإسلاميين الي الحكم, فماذا تقول قداستكم عن كل ملف من هذه الملفات؟ البداية دائما من الداخل فبلاشك ترتيب البيت وتحديد المسئوليات داخل الكنيسة شيء مهم جدا, وأعتقد أن هذه هي البداية الصحيحة, وبالنسبة لملف الأحوال الشخصية فله دراسات وله متخصصون, وفي الوقت المناسب سيتم فتحه مع المتخصصين ومع الآباء الذين يخدمون فيه. أما بالنسبة لإخوتنا في الوطن, سواء من التيار الإسلامي أو أي تيارات أخري, فنحن عشنا معا41 قرنا من الزمان وقلوبنا مفتوحة لهم دائما, ونحن نعيش في الحياة المصرية علي أرض هذا الوطن, وبيننا كل الحب والتقدير والاحترام المتبادل, ونضرب أروع الأمثلة في التعايش مهما تكن بعض الأحداث التي تحاول أن تؤثر في هذا البنيان المتين, ودائما نقول نحن مصريون سواء كنا مسلمين أو أقباطا وقلبنا مملوء بالسلام والمحبة لكل أحد. ماذا تقول للأقباط الذين يبحثون عن وطن آخر في ظل المخاوف من صعود التيار الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية؟ مصر وطن ليس له مثيل في العالم ويكفي أن أراضيه أرض مقدسة, وبالتالي لا يضارعه أي وطن في العالم وإن كانت مصر تتعرض في بعض الأوقات لبعض الضعف فأوقات كثيرة في تاريخها أوقات قوة وأوقات سلام وأوقات محبة. كيف استقبلتم إعلان الأنبا باخوميوس القائم مقام في حفل القرعة الهيكلية عن حضور الرئيس محمد مرسي حفل التنصيب يوم81 نوفمبر الحالي؟ الكنيسة ترحب بالكل وحضور سيادة الرئيس حفل التنصيب شيء مشرف واذا كانت ظروفه تسمح فسيكون ذلك أمرا مفرحا جدا. كيف ستتعامل مع فرح وارتياح الأقباط بإدارة الأنبا باخوميوس القائم مقام لكل مراحل اختيار قداستكم بطريركا للكنيسة ومخاوفهم من أن يغيب عن المشهد في الكنيسة وماذا تقول عنه؟ الأنبا باخوميوس مطراننا الحبيب في أبروشية البحيرة منذ عام1791, ونحن في البحيرة نتمتع جدا بأبوته وخبراته وارشاده وبعمله في وسط الايبارشية, والشهور الست أو السبع التي عمل فيها في الكنيسة بعد غياب البابا شنودة ونياحته, ظهر لكل المجتمع محبة وقدرات الأنبا باخوميوس وعرف الجميع حكمته واقتداره وكيف أنه صانع سلام, وبالتالي لا يمكن لأي إنسان أن يستغني عن وجوده وحضوره وارشاده وأبوته في أي قيادة في الكنيسة, ولا أتحدث عن نفسي فقط وأنا أتولي مسئولية جديدة ولكن أتكلم عن الكنيسة كلها فالآباء جميعا في المجمع المقدس يعتزون به وفرحون به جدا, ووجود الأنبا باخوميوس أحد صمامات الأمان والحكمة في كنيستنا المصرية القبطية الأرثوذكسية. ما هو سر كل هذه الدموع التي كانت تنسكب من عين قداستكم في أثناء صلاة الشكر في كنيسة الدير وحولكم اخوتكم الرهبان فرحين برسامتكم؟ طبعا جسامة المسئولية و,عن غير استحقاق الله يسمح بها] وأمام هذه المسئولية أقول كما قال أرميا النبي, ليس للانسان طريقه ليس للانسان يمشي أن يهدي خطواته], وأقول مع القديس بولس الرسول, سلمنا فصرنا نحمل] أنا معتمد علي نعمة الله وعلي محبة كل الآباء والأراخنة في كنيستنا القبطية وكل الشعب ومعتمد علي صلوات كل الشعب الذي يصلي من أجل ضعفنا ان ربنا يكمل عمله معنا. ماذا قلت لقداسة البابا شنودة وأنت تصلي في مزاره الخاص حيث يوجد جسده مسجي في دير الأنبا بيشوي؟ قلت لقداسة البابا شنودة من فضلك ياسيدنا البابا لا تتركني روحك وعملك الممتد في الكنيسة وحضورك وشخصك لا تتركني لأنني احتاجك واحتاج صلواتك معي. هل توقعت في أي مرحلة من مراحل حياتك أو بعد نتيجة الانتخابات أن تكون أنت البابا ال811 الذي يخلف البابا شنودة؟ لا لم أتوقع علي الإطلاق ولم أكن أستحق, وأريد أن أقول إن الآباء الذين كانوا موجودين معي في القرعة نيافة الأنبا رافائيل وأبونا رافائيل أفامينا آباء أفاضل جدا, وأنا أقرر وبالحقيقة أمام الله أنهم أفضل مني بمراحل ولا أقولها عن اتضاع ولكن عن حقيقة, وعن خبرة بالتعامل معهم, وأيضا الآباء الذين كانوا معنا قبل الانتخابات أبونا سارافيم وأبونا باخوميوس أيضا آباء أفاضل جدا. أن يأتي يوم تتويجك بابا للأقباط في يوم ميلادك1/4 ماذا يعني لقداستكم؟ أنا في هذا اليوم أكملت عامي الستين من العمر, وهذه صدفة غريبة وعجيبة وأنت تعرف أن سن الستين من الممكن أن يكون عمر الانطلاق لمرحلة جديدة, وأن يعطي الله للانسان مسئولية في هذه السن فهذه نعمة كبيرة وربنا يتمجد بها. ماذا تقول لكل المصريين أقباطا ومسلمين والكل فرح باختيار السماء قد استكم البابا ال811 للكنيسة الأرثوذكسية؟ البابا شخص لا يعمل بمفرده ولكن يعمل من خلال المجمع ومن خلال آباء الكنيسة وأراخنة الكنيسة وأنا أقول للكل علي أرض مصر يارب, ساعدنا جميعا, واطلب صلواتكم, وصلوا من أجل هذه المكانة وهذا المنصب, لان الانسان لا ينجح فيه إلا من خلال روح الصلاة وفي نفس الوقت أقول باعتبار المسئولية جديدة بالنسبة لي أحمل قلبا منفتحا لكل أحد علي أرض مصر واعتبرهم اخوة وأشقاء وأحباء وقلب الكنيسة مفتوح لكل انسان مادمنا نعيش علي هذه الأرض المقدسة أرض مصر.