كتبت - مها عبدالفتاح صلاح: كلما اقترب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات الأمريكية, كلما طفت مشاكل الداخل الأمريكي علي السطح كالرعاية الصحية والهجرة غير الشرعية والاجهاض وأبحاث الخلايا الجذعية ومتاعب الطبقة الوسطي, ليأخذ كل من فرسي السباق علي عاتقه مسئولية تقديم رؤي أكثر وضوحا حول مواقف حزبه حيال القضايا المطروحة وآلياته في التصدي لها خلال فترة السنوات الأربع المقبلة. ملف كالرعاية الصحية يعد من أكثر القضايا التي تشغل بال الناخبين الآن خاصة بعد تصريح المرشح الجمهوري ميت رومني أن اولي قراراته داخل البيت الابيض ستكون إلغاء قانون اصلاح الرعاية الصحية, الذي مرره الرئيس أوباما في الكونجرس الأمريكي عام 2010ويعد من أهم انجازاته. والقانون الذي مرره أوباما قبل عامين واقترن باسمه أوباما كير يعد أضخم تغيير شهده قطاع الرعاية الصحية في الولاياتالمتحدة منذ عام 1965, إذ يسعي القانون الجديد لزيادة أعداد المستفيدين من التغطية الصحية بواقع 30 مليون شخص في الولاياتالمتحدة.. وبالرغم من المؤشرات الايجابية التي تتنبأ للمشروع أن يخفض عجز الموازنة خلال العقدين القادمين بقيمة تريليون دولار, لازال قانون الرعاية الصحية يلقي معارضة العديد من الولايات خاصة المعروفة بولائها للجمهوريين, لذا يسعي أوباما خلال حملته الانتخابية الجديدة تفعيل العمل بالقانون والتصدي للمعوقات الذي تعترضه. وبعيدا عن الرعاية الصحية, تأتي أزمة المهاجرين غير الشرعيين التي تؤرق شريحة لا يستهان بها وقدرتها آخر الاحصائيات بنحو 12 مليون نسمة, معظمهم من أمريكا اللاتينية ويهددهم قرار الترحيل في كل لحظة. وكان الرئيس أوباما قد استأثر بأصوات المهاجرين من أصول لاتينية في انتخابات 2008, ومن المتوقع أن يتكرر السيناريو ذاته في الانتخابات الحالية, نظرا لمعارضته فكرة ترحيل المهاجرين باعتباره حل غير عملي, ولدعمه في المقابل ما يسمي بقانون الحلم الذي يمنح اقامه دائمة للقصر الذين دخلوا الولاياتالمتحدة بصورة غير شرعية مع ذويهم وتمكنوا من الحصول علي الشهادة الثانوية أو درسوا في جامعات البلاد أو أدوا الخدمة العسكرية, تمهيدا لحصولهم علي الجنسية الأمريكية. رومني من جانبه يعتبر قانون الحلم بمثابة عفوا عن المهاجرين الذين دخلوا البلاد بشكل غير شرعي, بل وصفها ب المغناطيس في احدي مناظراته تجذب المزيد من المهاجرين للبلاد وهو من أنصار الترحيل. أما الطبقة الوسطي في الولاياتالمتحدة, فهي ركيزة كل ماراثون انتخابي اذ انها تشكل وحدها نصف المجتمع الأمريكي, لذا تبدأ أي حملة انتخابية بمغازلة تلك الطبقة وأحلامها خاصة وإنها تضررت كثيرا خلال العقد الاخير وانكمشت بشكل ملحوظ. ومن هذا المدخل, وجد أوباما طريقه لتلك الشريحة الاجتماعية الضخمة اذ يصور نفسه خلال حملته الرئاسية علي انه بطل تلك الطبقة وأنها كانت شغله الشاغل خلال فترته الرئاسية الأولي. في المقابل, يسعي أوباما لتصوير رومني علي انه رجل الأعمال الثري الذي ينأي عن الطبقة الوسطي والذي يعنيه في المقام الاول تخفيض الضرائب عن الأغنياء.