التبرعات جزء لا يتجزأ من المعركة الرئاسية الانتخابية في الولاياتالمتحدة, فكما يتباري المرشحون لكسب أصوات الناخبين, فإنهم يتنافسون أيضا علي جمع التبرعات التي يجول من أجلها المرشحون طول البلاد وعرضها لما تحققه من زخم ضخم لحملاتهم الانتخابية. الحقيقة أن اللوبي الصهيوني الرأسمالي في الولاياتالمتحدة لايزال, وربما سيظل, متغلغلا في أعماق الانتخابات الرئاسية الأمريكية وخاصة فيما يتعلق بسباق التبرعات, والدليل علي ذلك أن أكبر المتبرعين لحملتي الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وغريمه الجمهوري ميت رومني هم من رجال المال والأعمال اليهود الذين لهم باع طويل في تأييد إسرائيل, علما بأن الكم الأكبر من الملايين اليهودية كانت لصالح الجمهوري ميت رومني. فعندما نتحدث عن الحملة الانتخابية لرومني نجد أن أكبر المتبرعين لها هو المليارير اليهودي شيلدون أدلسون صاحب أكبر أندية القمار في لاس فيجاس والذي تقدر ثروته ب25 مليار دولار. فقد تبرع شيلدون وزوجته التي ترأس مؤسسة أدلسون للأدوية ب 10 ملايين دولار إلي لجنة العمل السياسي' استعادة مستقبلنا' التي تدعم رومني, ووفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية, فإن ما يقرب من نصف الأمريكيين الذين تبرعوا لدعم حملة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لقيادة حزب الليكود الحاكم في يناير الماضي, تبرعوا أيضا لصالح حملة رومني أو لدعم الحزب الجمهوري. وقالت الصحيفة إنه من أصل37 شخصية أمريكية تبرعت لنيتانياهو, تبرع17 منهم لدعم رومني أو حزبه الجمهوري. وأشارت الصحيفة إلي أن ذلك يرجع إلي أن كل من رومني و نيتانياهو يتفقان في العديد من النقاط السياسية منها اتخاذ موقف أكثر تشددا مع إيران وإبقاء الوضع كما هو عليه في الاراضي الفلسطينية. أما عن الرئيس أوباما, فرغم أن غالبية التبرعات التي جمعتها حملته جاءت من المواطنيين الأمريكيين العاديين, إلا أن الأثرياء اليهود أيضا كان لهم دور كبير في دعم أوباما, وفي مقدمتهم المنتج والرئيس التنفيذي لشركة دريم وركس لأفلام الكرتون جيفري كاتزنبرج الذي تبرع لأوباما ب2.566 مليون دولار, ويشار إلي أن كاتزنبرج متبرع رئيسي للمؤسسات الخيرية والمنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة.أما ثاني أكبر المتبرعين لأوباما فهو إروين جاكوب مؤسس و رئيس شركة كوالكوم للاتصالات الذي قدم لحملة أوباما2.122 مليون دولار وهو أيضا متبرع دائم للجمعيات الخيرية اليهودية كما أنه تبرع في عام2009 ب24 مليون دولار لاتحاد الجالية اليهودية في سان دييجو. وفي النهاية فإن حجم التبرعات يبقي مؤشرا جزئيا علي نسبة التأييد الذي يحظي بها مرشح بعينه وإن كانت لا تستطيع وحدها تحديد مصير الفائز بالمقعد الرئاسي. فحتي الآن يظل الرئيس أوباما متربعا علي عرش التبرعات حيث بلغت حجم الأموال التي تم جمعها لصالح حملته الانتخابية حتي سبتمبر الماضي834.7 مليون دولار مقابل771.7 جمعته حملة منافسه الجمهوري رومني.