من المؤكد حتي الآن, أن زوجات المرشحين للرئاسة الأمريكية قد اكتسبن شعبية تفوق بمراحل شعبية أزواجهن, وأنهن أضفن قدرا كبيرا من الدفء والحماس علي سباق الانتخابات. متابعة المباراة غير الرسمية بين السيدة الأولي ميشيل اوباما ومنافستها آن رومني, كانت هي لحظات المتعة الوحيدة للمواطن الأمريكي خلال هذه الانتخابات. منافسة آن رومني, للسيدة الأولي الحالية يثير اهتمام الجميع, خاصة أنها كانت قد أقسمت منذ مشاركتها السابقة في حملته الانتخابية كمرشح لمنصب حاكم ولاية ماساتشوستس2003, آلا تشارك مرة أخري في مثل تلك الحملات المنهكة, وأنها ظلت دوما شخصية تسير خلف زوجها وليس بجانبه, لكنها ومنذ أن أثبتت استطلاعات الرأي الأولية انخفاض شعبية زوجها, ظهرت لتنافس بشراسة من اجل كسب قلوب الناخبين وخاصة المرأة الأمريكية, فهي تمثل إلي حد كبير المرأة الأمريكية التقليدية, كان زوجها قد بدأ بالنسبة للغالبية العظمي من النساء رجل متبلد المشاعر وظهر بوضوح عدم قدرته علي التواصل مع النساء, إلا أن تدخلت الزوجة, لتعمل جاهدة علي إزالة تلك التصورات عنه, وكانت لتصريحاتها الصحفية والتليفزيونية المتلاحقة, والتي وصفته خلالها بأنه شخص حنون ومرح فعل السحر علي ارتفاع شعبيته, آن التي دخلت إلي المشهد الرئاسي متأخرة نسبيا, تمكنت بسنوات عمرها ال63 أن تحدث فرقا سواء وهي تتحدث بتلقائية وحب غامر عن أبنائها الخمس أو أحفادها ال18, وعن كون الأمومة هي مهمتها الأولي, وعن اهتماماتها كربة منزل وفخرها بدورها وهي التي لم تعمل قط في حياتها. أيضا كسبت آن تعاطف النساء وهي تتحدث بدفء في أحد البرامج الصباحية عن علاقة الحب التي جمعتها بزوجها منذ أن قابلته في المدرسة الابتدائية, وكيف توطدت تلك العلاقة وتحولت إلي زواج ناجح( تزوجا عام1969), إضافة إلي حديثها عن مساندته لها عندما أصيبت بمرض سرطان الثدي عام2009 ثم الآن وهي مصابة بأحد أشكال مرض تصلب الشرايين. أما ميشيل اوباما,48 عاما, فكان من الطبيعي أن تتفوق في شعبيتها علي شعبية زوجها, ليس فقط لمهارتها الخاصة ولكن أيضا لطبيعة الشعب الأمريكي الذي يهضم اكثر الدور غير الرسمي والإنساني الذي تلعبه السيدة الأولي, لكن من جهة أخري فقد تمكنت ميشيل, خلال الأربع سنوات الماضية وخاصة الشهور الأخيرة من حملة زوجها الانتخابية, أن تثبت للأمريكيين, كيف انه بإمكان سيدة من أصل افريقي, أن تحتل قلوبهم حتي أن بعضهم شبه تأثيرها بتأثير جاكلين كندي, ملكة قلوب الأمريكيين الأبدية, لقد أحب الأمريكيون متابعة ميشيل وهي تثبت لهم كل يوم أنها سيدة بسيطة ما زالت تنتمي للطبقة المتوسطة, ثم تركيزها في الحديث عن نشأتها في أكثر أحياء مدينة شيكاغو فقرا, ثم كفاحها لدخول كلية الحقوق بجامعة هارفارد لتصبح فيما بعد واحدة من أكثر المحاميات نجاحا في شيكاغو, إنها تمثل نموذجا آخر لنجاح المرأة الأمريكية المكافحة والعاملة, إضافة إلي ذكائها خلال الأشهر الماضية بعدم التعبير عن آرائها الخاصة في القضايا السياسية الخلافية التي تؤرق عادة المجتمع الأمريكي, لقد تمكنت بذكاء من الاحتفاظ بصورة الأم والزوجة المخلصة, خاصة وهي تطلب من الناخبين منح زوجها فرصة أخري ليحقق الحلم الأمريكي.