قضت محكمة أمن الدولة العليا بإدانة جميع المتهمين الستة والعشرين في القضية المعروفة باسم خلية حزب الله الإرهابية, التي تضم لبنانيين أحدهما هارب, وخمسة فلسطينيين, وسودانيا, بالإضافة إلي18 مصريا, بينهم ثلاثة هاربين. وقررت المحكمة معاقبة المتهمين بأحكام تراوحت ما بين السجن المؤبد لثلاثة متهمين, والسجن المشدد لمدة15 عاما لثلاثة, و10 سنوات ل16 متهما كما حكمت المحكمة علي أربعة متهمين بالسجن7 و5 و3 سنوات وستة أشهر علي التوالي, وقد أحدث المتهمون حالة من الهرج داخل قاعة المحكمة عقب النطق بالحكم, قبل أن يتدخل الأمن لإخراجهم من القاعة, وغاب دفاع المتهمين عن الجلسة. وأعلن رئيس المحكمة المستشار عادل عبدالسلام جمعة, في بيان له عقب النطق بالحكم, أن المحكمة بعد أن استعرضت أوراق الدعوي ومستنداتها وتحقيقات النيابة العامة, شاملة اعترافات المتهمين, فإنها تري أن ما اقترفه حزب الله اللبناني من أفعال بواسطة المتهمين اللبنانيين محمد قبلان وسامي شهاب, يقطع بأن الغرض كان ضرب اقتصاد مصر وتمزيق أوصال شعبها, وإشاعة الفوضي وعدم الاستقرار في أرجائها, وبين ربوعها, واستمالة باقي المتهمين الذين قادتهم الخيانة وحب المال إلي سلوك طريق الجريمة في تشجيع وتحريض وتمويل هذا الحزب المسمي حزب الله, بعد أن أحبطهم الأمن والأمان اللذان تنعم بهما مصر. ورفض رئيس المحكمة زعم المتهمين اللبنانيين بأن القصد كان دعم القضية الفلسطينية وتساءل: هل كان ذلك الدعم من خلال جمع معلومات عن القري والمدن والطرق الرئيسية بمحافظتي شمال وجنوبسيناء؟. وهل يشمل دعم المقاومة الفلسطينية رصد وتحديد الأفواج السياحية المترددة علي مناطق جنوبسيناء, واستئجار بعض العقارات المطلة علي المجري الملاحي لقناة السويس, واستغلالها لرصد السفن العابرة بالقناة؟.. وهل دعم المقاومة الفلسطينية يكون من خلال تصنيع عبوات متفجرة والاحتفاظ بها في مسكن المتهم سالم عابد حمدان بمحافظة شمال سيناء؟ وأضاف المستشار عادل عبدالسلام جمعة أن أمن مصر يحميه رجال مخلصون عاهدوا الله وشعبها علي حماية مصر من أي عابث يحاول المساس بأمنها, وقال إن النيابة أوضحت جميع أدلة الاتهام الدامغة, التي أثبتت الجرم في حق جميع المتهمين, دون إضافة أي أقوال لأي متهم علي النحو الوارد بتحصيل أقوال الشهود واعترافات المتهمين, ولم تبق سوي أفعال هذا الحزب التي يرتكبها في الخفاء ويتشدق أفراده بأنهم جاءوا إلي مصر لدعم القضية الفلسطينية, وأن يتجرأوا ويزايدوا علي ما قدمته مصر وتقدمه من أجل شعب فلسطين والقضية الفلسطينية. محامي المتهم سامي شهاب: سنلجأ لتقديم إلتماس لتخفيف الحكم وعبر منتصر الزيات المحامي عن المتهم سامي شهاب عن احترامه للقضاء المصري, وقال: المشكلة الحقيقية لهيئة الدفاع عدم وجود فرصة للطعن علي الحكم لأن الحكم باعتباره صادر عن محكمة أمن دولة عليا طوارئ ولا يجوز الطعن عليه وفقا للقانون والسبيل الوحيد المتاح هو تقديم التماس إلي الحاكم العسكري أو من يفوضه, ويتصور المحامي منتصر الزيات المحامي عن المتهم الثاني وسبعة آخرين مصريين أن المخرج الحقيقي هو تقديم الالتماس لفحصه قانونا لكن مع هذه الخطوة ينبغي أن تكون هناك تفاهمات رسمية ودبلوماسية بين الحكومتين المصرية واللبنانية تشتمل علي متغير جديد هو ما يمكن أن يقدمه حزب الله من عرض يؤدي إلي تطمينات مصرية مفادها عدم استغلال الحدود المصرية لأي نشاط للحزب.