كان يؤلمني عدم ذهابي إلي مدرسة اولادي لمتابعتهم دراسيا لانني لا املك الأسلوب الجيد للحديث مع المدرسين فانا لا قرا ولا اكتب اميه... هكذا قالت حنان التي توفي زوجها منذ إحدي عشر عاما وترك لها بنتا وولدا, فقررت الالتحاق بفصول محو الاميه بجمعية أهلية بجوار منزلها وهناك.. استطاعت أن تتعلم القراءة والكتابة وتم منحها قرضا لإقامة مشروع صغيرلبيع الخضار تستطيع أن تعيش من دخله هي وأولادها بدلا من طلب الإعانة.. وتم ذلك من خلال برنامج تمكين الأسرة التي تنفذه الجمعية.. وبعد اقل من عام وقفت حنان تفتخر بابنتهاالتي تدرس بكلية السياحة والفنادق وابنها بالمرحلة الثانوية وتدين بالفضل إلي الرائدات الإجتماعات بالجمعية التي كانت تعتبرهن في منزلة الأخت لمتابعتها لابنتها وابنها بفصول التقوية والحديث معهم وحل مشاكلهم التي كانت لا تستطيع حلها بمفردها, ونقلت حنان رسالة الي كل سيدة تمر بنفس ظروفها الصعبة ان تكون لديها الإرادة التي تمنح الحياة. وتحدثت صباح وبصوت جهور بدون خجل.. توفي زوجي في حادث وترك ثلاث بنات وثلاث أولاد صغار وكنت لا املك قوت اليوم فذهبت إلي جمعية أهلية. لمساعدتي علي العيش! ومن خلال برنامج تمكين الأسرة التي تنفذه الجمعية تم اختياري أنا وأسرتي ومنحي قرضا لإقامة مشروع يساعدني علي مصاريف المعيشة وبالفعل أقمت مشروعا لبيع الخضروات والفاكهة في الشتاء وفي الصيف اقوم ببيع الكتب المستعملة والآن اصبح دخلي كبيرا حتي انني تركت مكاني بالجمعية لكي تستفيد اسرة اخري جديدة, و توسعت بمشروعي حتي اصبح الان مشروعا كبيرا يتم ادارته من خلال اولادي حنان وصباح هما احدي نماذج المستفيدات من برنامج تمكين الأسرة الذي تقيمه الهيئة المصرية لقري الأطفالsos بالتعاون مع ست جمعيات أخري( هي جمعية تنمية المجتمع المحلي بامبابة وجمعية لواء الاسلام الخيرية بالزاوية الحمرا وزاوية جروان بالشرابية ونكلا العنب بشبرا والتأهيل المجتمعة بالإسكندرية وجمعية الزهراء النسائية ببرك الخيام). بمحافظات الجيزة والقاهرة والإسكندرية.. قالت منال بدر مديرة برنامج تمكين الأسرة خلال مؤتمر قياس اثر برنامج تمكين الاسر الذي اقامته الهيئة المصرية لقري الاطفالSOS.. أن هناك3 ملايين طفل من فاقدي الإعالة وهم غالبا نواة لطفل الشارع او المجرم, ولذلك قدمت منظمات المجتمع المدني حلولا عديدة لهذه المشكلة ومنها الهيئة والتي أعدت برنامجا لتمكين ومساعدة الاسر التي علي وشك التفكك وهذا البرنامج هو استمرار وتطوير لفكر قري الأطفال حيث يتبني إجراءات التدخل الوقائية وتقديم المساندة لهم ولأبنائهم استجابة للظروف والتحديات التي تواجه الأطفال في العالم وتعرضهم لخطر فقدان الرعاية الأسرية ويتم ذلك بالتعاون مع الهيئات الحكومية ومقدمي الخدمات بالمجتمع ليكونوا مواطنين صالحين ومنتجين ومتمتعين بكافة حقوقهم. وأضافت منال أن هذا البرنامج يطبق بمصر منذ عام 2006 ويشارك فيه 1029 طفلا اقل من 18عاما بما يوازي 403 أسر تقريبا يتم اختيارهم علي أساس معايير محددة منها.. الفقر وان يكون الأطفال فاقدي الأب او الأم والرعاية الأسرية بالإضافة إلي عدم وجود مهارات توفي احتياجات المعيشة. ومن خلال تكوين فرق محلية من المتطوعات والقادة المجتمعين في الجمعيات الشريكة العاملة في مناطق تنفيذ البرنامج, يتم بحث حالة للأسر لمدة شهرين ثم يتم اختيار الأسر الأكثر احتياجات بهدف توفير الاحتياجات الأساسية للأطفال لضمان بقائهم ونموهم الطبيعي والصحي وتعليمهم وحمايتهم من الإخطار, ومتابعتها من خلال الرائدات الاجتماعيات بالإضافة إلي بناء قدرات الأسرفي النواحي المعرفية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية لتمكينها من رعاية وحماية أطفالها وحتي تصبح أسرة منتجه وليست أسرة متلقية فهناك أكثر من 150أسرة استقلوا بمشروعاتهم الخاصة واستقلوا عن الجمعيات المساعدة والشريكة في البرنامج وتأمل منال مديرة البرنامج أن تتبني الدولة هذه الفكرة حتي لا يكون هناك أطفال شوارع او أطفال بدون مأوي او أسرة مصرية معرضة للتفكك بسبب الفقر او عدم وجود عائل لها.