أعلن عدد من النشطاء المصريين مؤخرا عن بدء تأسيسهم( الحركة المصرية لمناهضة التقسيم) بهدف التصدي لمخططات تقسيم مصر, ضمن مشروع برنارد لويس لتقسيم الشرق الأوسط المعروف إعلاميا بمشروع الشرق الأوسط الكبير, ويأتي ذلك بعد إلغاء مؤتمر أقباط المهجر الذي كان من المقرر عقده يوم6 أكتوبر الحالي في ولاية نيوجرسي الأمريكية وقيل ان هدفه تقسيم مصر لا شك أن تأسيس حركة مناهضة التقسيم, والتراجع عن تنظيم المؤتمر بعد حملة التشويه الإعلامي الذي تعرض له في الفترة الأخيرة, واتهامه بأنه يهدف إلي تقسيم مصر دلائل خير علي أصالة أبناء هذا الوطن بمسلميه ومسيحيه, ولكن كل ذلك ينبغي ألا يصرفنا عن التعامل بجدية مع خطورة هذه الدعوة التي تهدد الأمن القومي وتضرب صميم كيان دولتنا المصرية, خصوصا أنها دعوة قديمة كما أن وثائقها وآليات تنفيذها متداولة. والأكثر خطورة انخراط بعضنا دون وعي غالبا في أحداث و ردود أفعال تخدم فكرة التقسيم,. من هنا تبرز أهمية التصدي لهذه الفكرة الخطيرة. وينبغي أن نخذها مأخذ الجد لعدة أسباب. أبرزها: أن هذه الدعوة ليست جديدة ولا أمرا عابرا وإنما مسألة يجهز لها منذ عقود عديدة ضمن خطط لتفتيت الدول العربية. وهو ما كشفت عنه وثائق كيفونيم التي نشرت في فبراير1982 بالدورية التي تصدر باللغة العبريةفي القدس عنالمنظمة الصهيونية العالميةبعنوان استراتيجيةإسرائيل خلال الثمانيناتكتبها يورام بيك رئيس المنشورات بقسم المعلومات التابع للمنظمة, واحتوت الوثائق عليالخطة الكاملة لتقسيم الوطن العربي إلي دويلات صغيرة. كما كشف عنها مشروع المؤرخ اليهودي الأمريكي برنارد لويس الذي قيل انه تم وضعه بتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية بهدف تفكيك الوحدة الدستورية لعدة دول عربية وإسلامية, منها: العراق, سوريا, لبنان, مصر, السودان, إيران, تركيا, أفغانستان, باكستان,السعودية ودول الشمال الإفريقي, إلي مجموعة من الدويلات. بعض هذه الخطط قد تحقق بالفعل, فتم تقسيم السودان, كما أن العراق تحول بعد الغزو الأمريكي إلي أجزاء مقسمة علي أسس عرقية وطائفية وإن كان يجمعها دولة واحدة. وفي ليبيا انطلقت من بنغازي دعاوي إلي استقلال واتحاد فيدرالي بين أجزاء ليبيا بعد سقوط القذافي. ولا أحد يدري ماذا يبيت لسوريا حاليا, فضلا عن أن لبنان تم تجهيزها للتقسيم, وحاولت إسرائيل تحقيق ذلك عسكريا ولكنها فشلت, كل ذلك يشير إلي أن خطط التقسيم موجودة وتنتظر الوقت والمناخ الملائم. تحذيرات الكتاب المخلصين وبعض القادة العسكريين من هذه الخطة, لم تؤت ثمارها حتي الآن, ومنهم الكاتب الكبير الراحل أحمد بهجت في عموده صندوق الدنيا بالأهرام والمشير محمد أبو غزالة في مقال نشرته صحيفة الاتحاد الظبيانية بعنوان الجائزة الكبري( يقصد مصر) وذلك قبل أن تتكشف دعوات الفوضي الخلاقة, ومع ذلك لا نزال نستجيب بغفلة شديدة لمؤثرات يتم صياغتها لتحث رد فعل محدد مسبقا. لم يكن الفيلم المسئ للرسول, صلي الله عليه وسلم, إلا حلقة في هذه السلسلة لإحداث الفتنة ورد الفعل المطلوب, من خلال توريط بعض أقباط المهجر في إنتاجه وتمويله أملا في إحداث فتنة في مصر. وربما يكون ما يحدث في سيناء اليوم ثمرة لخطط تم وضعها منذ سنين مستفيدة من الفراغ الأمني الذي كان سائدا هناك, للدفع بعناصر متشددة وتنميتها لجعلها مصدر قلقل دائم تحت بريق مستورد مغلف بإمارة إسلامية يخدم في النهاية تحقيق خطة التقسيم. لكل ما سبق علينا أن نستفيق من غفلتنا العظمي ونأخذ هذه الدعوات مأخذ الجد, وأن نتخذ زمام المبادرة لوضع الوسائل الكفيلة بحماية وحدة بلدنا وأمنها القومي. وتحقيق ذلك قد يحتاج إلي سن تشريعات تجرم بوضوح أي دعوة من هذا القبيل ولكن هناك وسائل عديدة يجب استخدامها الي جانب المدخل التشريعي. أهمها, تضمين مواد وبرامج ثقافية في مناهج التعليم ومختلف المنابر الثقافية والإعلامية تؤكد معني الوحدة الوطنية ووحدة مصر تاريخيا وجغرافيا وتبين أسس المواطنة المصرية. من القاهرة المزيد من مقالات د0محمد يونس