واقع سوق الأضاحي تشهد اقبالا ضعيفا خاصة أن المعروض من اللحوم والأضاحي زاد عن العام الماضي في مقابل استغلال التجار وقيامهم برفع الأسعار ما بين10 و15% مما نتج عنه ركود شديد وحجة التجار زيادة أسعار الأعلاف. من المعروف أن عيد الأضحي هذا الموسم يأتي بعد عدة مواسم متقاربة ارهقت جيوب المواطن البسيط بالإضافة إلي الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد مما أصبح المزاج العام لدي المستهلك ليس لديه رغبة في شراء الأضحية مقابل قسوة الحياة والدروس الخصوصية بالإضافة إلي بند الأدوية في كل أسرة والمعادلة أصبحت صعبة وفي المقابل التاجر يريد أن يبيع ويكسب بل ويطمع في مكسب أكبر من اللازم وكانت النتيجة اقبالا ضعيفا علي شراء الأضحية. وتشهد أسعار الخراف الضأن هذا العام ما بين34 و35 جنيها للكيلو قائم بينما سجل سعر الكيلو من اللحم الجاموس ما بين26 و27 جنيها قائم بينما سجلت اللحوم البقري ما بين27 و28 جنيها للكيلو قائم كما يباع اللحم السوداني والاثيوبي الطازج المشفي بسعر40 جنيها بالمجمعات والبرازيلي المجمد يتراوح ما بين35 و45 جنيها علي حسب القطعية والجاموس البلدي الطازج المشفاة تباع بسعر50 جنيها والبتلو بالعظم بسعر50 جنيها بالمجمعات ومن المؤسف أنه توجد قائمة علي باب المجمعات بها قائمة من أنواع اللحوم وأسعارها والواقع لا يوجد إلا نوع واحد فقط من هذه القائمة المكونة من ما يقرب من عشر أنواع غير اللحم السوداني والأثيوبي بسعر40 جنيها وبقية القائمة فشنك لزوم الدعاية فقط وهي نفس سياسة الحزب الوطني التي كان يفعلها سابقا! وأوضح الحاج محمد تاجر خراف وماشية بمنطقة منشية الصدر أنه رغم ارتفاع أسعار الاعلاف في السوق السوداء حيث وصل سعر شيكارة الردة زنة40 كيلو جراما إلي أكثر من 80 جنيها مقابل40 جنيها العام الماضي بالإضافة إلي ارتفاع أسعار الأسمدة والاعلاف التي يضطر المزارع لشرائها لأنها مصدر الغذاء الرئيسي للماشية وهي سبب في غزارة انتاجها من اللبن والسمن كل هذا ييدفع المربي إلي أن يبيع الماشية بأسعار مرتفعة وهو ما أدي إلي عزوف كثير من صغار المربين عن بيع الماشية وهذا يؤثر علي سوق اللحوم وأسعارها. ويري أشرف الشربيني محمد خبير اقتصادي ارتفاع أسعار اللحوم والاضاحي هذا العام غير مبرر بسبب ثبات أسعار الاعلاف وتوافرها هذا العام لكن كثيرا من تجار الماشية جشعون ويريدون المكسب ويجب الا تزيد أسعار هذا العام علي جنيه واحد فقط ولكن ما فعلوه علي أرض الواقع قاموا برفع الأسعار ما بين4 و5 جنيهات علي غير المتوقع مؤكدا أن موسم الجفاف في أمريكا بدأ منذ شهرين فقط واستغل المربون والتجار الظرف وقاموا برفع الأسعار بصورة جشعة. وطالب بتشديد الرقابة علي أصحاب محال الاعلاف التي تقوم برفع الأسعار بطريقة جنونية مستمرة دون أدني وازع من ضمير في ظل غياب الرقابة التموينية والضحية هو المستهلك. ويشير أشرف إلي أن الثروة الحيوانية في مصر تتراوح ما بين5 و6 إلي7 ملايين رأس وتنتج65% من احتياجاتنا من اللحوم ونستورد الباقي في حين أن دولة مثل السودان لديها250 مليون رأس بقري بخلاف200 مليون رأس غنم بخلاف نصف مليون رأس جمل وهذا يفسر سر ارتفاع أسعار اللحوم في مصر بالإضافة إلي ذلك أن الحكومات المتعاقبة لجأت إلي الحلول السهلة السريعة وهي الاستيراد لسد الفجوة بدلا من اللجوء إلي حلول واقعية تحقق التنمية لصالح المربي والتاجر والمستهلك وتوفيرا للخزانة العامة. وأوضح الشربيني أننا منذ تسعينيات العقد الماضي كانت الفجوة ما بين ما يتم انتاجه وما يتم استيراده في حدود30% انقلبت الآية في هذا العام وأصبحنا نستورد ما يقرب من60% من احتياجاتنا من اللحوم وذلك بفضل قيام الحكومة باستيراد ماشية حية بالإضافة إلي خروج30% من صغار المربين في سوق الماشية بسبب ارتفاع تكلفة التربية وعدم وجود دعم بالإضافة إلي نفوق10% من الماشية العام الماضي من جراء الأمراض. وطالب الدكتور علاء الدين عبدالمتعال بمركز البحوث الزراعية وزير الزراعة بالتوسع في استصلاح الأراضي لزراعتها بالذرة الصفراء وفول الصويا لتوفير العلف للماشية والدواجن بالإضافة إلي احياء مشروع البتلو لحل أزمة اللحوم خاصة ان الحكومات المتعاقبة عملت علي تدمير هذا المشروع رغم نجاحه ورفض تدعيم الثروة الحيوانية مؤكدا ضرورة ان يراعي مشروع البتلو مصالح الجميع المواطن والفلاح والحكومة ويتم علي3 مراحل. كما طالب بتقنين الاستيراد واتجاه الدولة لتقديم تسهيلات للمنتجين والمربين لكي يتجهوا إلي الظهير الصحراوي وزراعة أرض بمحاصيل لتغذية المواشي والأغنام مع تقديم حوافز استثمارية لمن يستصلح الأرض وتأجيرها بنظام حق الانتفاع لمدة99 عاما. كما طالب بنشر الوعي الثقافي بين المربين عن طريق المرشد الزراعي بمدي صلاحية الاعلاف المصنوعة من المخلفات الزراعية والتي تم معالجتها لرفع قيمتها الغذائية ويقوم المركز بتوفيرها للمربين.