حين نتحدث عن تلوث البيئة قد تأتي علي رأس القائمة أكوام القمامة التي أصبحت تمثل مشهدا غير حضاري يراه الناس كل يوم في شوارع القاهرة. ودون تجاوز للحقيقة نستطيع أن نؤكد أن معظم شوارع القاهرة الكبري في خطر بسبب أكوام القمامة المنتشرة, لأن تلك القمامة تمثل مراكز نشيطة لتوالد وتكاثر جميع أنواع الحشرات والميكروبات الضارة والتي يمكن ان تنقل للناس امراضا كثيرة. وما يزيد الأمر خطورة أن اكوام القمامة تتجمع وسط تكدس سكاني متزايد مما يضاعف من خطر انتشار الاوبئة, واذا اعتمدنا علي النظرة العلمية لمعرفة المشكلة في مصر فيمكن القول طبقا لتجربتي الشخصية التي شاهدتها خلال زياراتي إلي الخارج وكيفية الاستفادة من القمامة او اي مخلفات ضارة بالبيئة, ان مصر تلقي كل يوم بآلاف الاطنان من القمامة التي يستفيد منها غيرنا. دعوة للعلماء لإيجاد حل علمي وعاجل لهذه المشكلة التي تهدد البيئة المصرية, ومن جهة اخري فان الظروف المناخية والبيئية لمصر تحتم استخدام وسائل تكنولوجية بسيطة وبعيدة كل البعد عن التعقيد مثل استخدام القمامة والمخلفات الزراعية في انتاج الطاقة الكهربائية, فالقمامة التي تخرج يوميا يمكن ان تنتج طاقة قادرة علي إنارة الشوارع والمنازل والمحال. ويمكن لنا الاسترشاد بتجارب الدول الأخري التي استخدمت احدث التقنيات لإنتاج الغاز الحيوي الذي تبين انه يمكن الحصول علي طاقة منه لحل مشكلة الكهرباء. مأساة القمامة الملقاة في الشوارع والميادين هي مشكلة تهدد أغلي ما يملكه الانسان المصري وهي صحته, كما أنه يمكن ان تساعد في حل ازمة الطاقة وازمة تلوث البيئة, اي ان نضرب عصفورين بحجر واحد. المهم ان نبدأ اعتمادنا علي العلم والتكنولوجيا التي تحت ايدينا وعلي علماء مصر الذين ينتظرون الفرصة لخدمة بلادهم.