كتبت:فاطمة الدسوقي سيدي لم يدرك احد مدي التعاسة.. ومدي الشقاء الذي يشقني اتشمم رائحة طفلي في احلامي أحبو إليه لأتلمسه فاكتشف انه سراب.. انبش الايام واحفر الليالي بحثا عنه.. مزقني شعوري بالوحدة واعلنت عذابي حاكما لنهاية حياتي معه بعد أن حرمني ذلك الرجل نعمة الانجاب. ياسيدي.. تعلمون ان المال والبنون زينة الحياة الدنيا.. وبدون البنون تصبح كل الدروب مغلقة.. وكل الاشياء تكسوها العتمه حتي الوجوه ولاتعرف الحناجر سوي مرارة العلقم ولدعه انتظار من نستدفئ بأنفاسهم الطاهرة في برودة العمر. ياسيدي لم استطع وأد غريزة الامومة داخل قلبي أتمني تلك الضحكة البريئة اشتاق لذلك الوجه الملائكي اتلهف لسماع تلك الكلمة التي توقظ كل ذرة في جسدي وتطيح بكل همومي حتي وان كانت اثقل من الجبال العاتيات. ارغب أن اكون أما وذلك الركن كتب عليه القدر ان يكون عقيما ولكن ما الذنب الذي اقترفته حتي يحرمني من سماع كلمة ماما أطلق سراحي سيدي لعلي أجد امومتي مع أخر غيرك.. يا سيدي هذا الرجل أطبق علي صدري15 عاما خنق مقاومتي ليبقيني في مجال سطوته.. والغي ذاتي في غياهب جب الانانية.. وأفني احلامي فوق ملاعب حبه لذاته.. سرق مني احتياجي.. اغتال فرحتي.. جئته منذ15 عاما فاردة عمري علي عمرة واحتواني بثقه وحولني إلي نقطة ماء استكانت في حضن النهر.. وسلبني إرداتي حتي اصبحت اري الاشياء بعينه واسمع بأذنيه واتفهم بعقله وذهب عني كل ما املك بلا رجعه.. وكلما حاولت أن أصحو من غفوتي صنع حولي سياجا من حديد يكبح احلامي في انطلاقها وعدت شجيرة يابسة ارتوت بدماء عيونه الدامعه وكبرت وتفرعت وانبتت إمرأة دربت جذورها في الجحيم وعادت لاتعرف سواة.. ذلك الذي يحاول أن يتواري ليخفي عجزة جرعني كل كئوس المرارة والألم.. فقد تزوجته وانا في العشرين من عمري وكان يكبري بتسع سنوات.. احلام كثيرة كانت تحبو داخلي وبذور أمل نمت في صدري هاهو أين الجيران المهندس المرموق فتيات الشارع كلهن يتمنين نظرة من عينيه طوابير البنات تتراصي امام باب منزله ولكن اوصاله لم ترتجف إلا لي واختارني من بين كل فتيات العالم ولانه من عائلة ثرية بالاسكندرية اشتري له والدة شقة وسيارة وامطره بالاموال والهدايا بالاضافة إلي راتبه الشهري الذي يفوق راتب أمثاله بكثير وسارت بنا الحياة في هدوء ولم ينقصنا شيئا. مرت السنة الاولي والثانية والثالثة والرابعة والخامسة ولم يدب الجنين في احشائي طرفت ابواب الاطباء في الاسكندرية والقاهرة والكل يؤكد أنني سليمة مائة في المائة وكلما سمع زوجي تقرير الاطباء أسود وجهه واتهم الطبيب بالتخلف والغباء ونصحني بالذهاب لأخر وبعدها بدأ يغرس في عقلي قصص السحر والشعوذه وان زوجته عمه كانت ترغبه زوجا لابنتها ولابد انها ضعت له سحرا حتي يعجز عن الانجاب وتحول طريقتي وبدأت السير في دروب السحرة والمشعوذين وكلما طالني اليأس شجعني زوجي علي السير في طريق الضلال ولم يدر نجلدي انه يشغلني ويسرق عمري وهو يصم انه عقيم. أفقت دات يوما من نومي علي اصوات طرقا باب شقتنا بعنف واذا بوالدي يقف ونظرات حزن تشع من عينيه تخترقها انهارا من الدموع.. وتعلق الصمت في شفتيه وبيد ترتعد جذبني وضمني بين ضلوعه وأستحلفني بالله العظيم أن أبعد عن طرق السحرة ل؟الهلاك وان ارجع إلي الله تعالي واستسمحه واستغفره واتوب إليه لله يقبل توبتي وبعد ان هدأ من روعي وبث في صدر الأمان والطمأنينة سألني اذا كان زوجي قد عرض نفسه علي الاطباء طوال هذه السنوات السبع من عدمه ونظرت إليه في ذهول متساءلة وهل الرجل ممكن ان يصاب بعيب يعجزه عن الانجاب؟ زوجي اخربني ان العيب دائما يكون في المرأة! وشهق والدي شهق كادت تزهق روحه عندما يتقن ان زوجي سرق سنوات عمري متعمدا ودفع احلامي ثمنا لكبرياءه وعناده واخبرني بضرورة اقناع زوجي بعرض نفسه علي طبيب.. وقامت الدنيا ولم تقعد وثار وهاج ورماني ووالدي بافظع الالفاظ فكيف أتجرأ عليه وأشك انه مريض وبدأ يسيئ معاملتي ويتعمد ضربي امام اسرته وسبي أمام الجيران وخاصة عندما علم من والدته انني أطلعت علي التقارير الطبية التي أخفاها في الخزينة الخاصة به والتي تؤكد انه مصاب بمرض يعجزه عن الانجاب طوال حياته.. وتساقطت احلامي صرعي امام جبروته وتيقنت ان امومتي خرجت بلا رجعه وبدع مداولات قضت محكمة استئناف الاسكندرية للاحوال الشخصية برئاسة المستشار محمود خليل برفض دعوي طلاق الزوجة وقالت المحكمة في حكمها ان عدم الانجاب ليس من العيوب التي تستوجب الطلاق إلا اذا كان هناك عيبا أخر بالزيج وان محكمة النقض استقرت علي ان عدم قدرة الزيج علي الانجاب ليس سببا من أسباب الطلاق.. وخرجت الزوجة من المحكمة وهي تجر اذيال خيبتها وراءها.