محمود مرسي.. لا تملك إلا أن تشعر معه بعظمة الأداء التي تناطح النجوم العالميين في الإتقان واللغة الراقية والإداء المذهل. رحل محمود مرسي الفنان القدير عام2004 تاركا فراغا هائلا في وجود شخصية تماثله.. إنه يعبر عن جبروت الشخصية كما في فيلم شئ من الخوف حتي أن الرئيس عبد الناصر قرر مشاهدة الفيلم قبل عرضه بعد أن قالوا له إن عتريس يمثل شخصيته.. وما كان من الرئيس عبدالناصر بعد مشاهد ة الفيلم إلا أن علق بإن الشخصية( عتريس) لا تمثله وسمح بعرض الفيلم. كانت أول بطولة مطلقة له في فيلم( ثمن الحرية) ثم توالت الافلام شئ من الخوف انا الهارب السمان والخريف الباب المفتوح الشحات الليلة الاخيرة الخائنة المستحيل امير الدهاء المتمردة فارس بني حمدان زوجتي والكلب قاع المدينة فجر الإسلام حد السيف سعد اليتيم ليل وقضبان واغنية علي الممر. وقد أختيرت سبعة افلام له من ضمن افضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية وقدم في التليفزيون مسلسلات زينب والعرش بنت الايام رحلة ابو العلا البشري العائلة. وكان يدرس الاخراج في معهد السينما منذ عام1984.. وكان الطلبة يتركون كل شيء ليتفرغوا لمحاضرات محمود مرسي التي كانت تمتد لساعات.. ولا احد يصاب بالملل بل يتزايد الاعجاب بالاستاذ الذي قدم ادوارا ما بين الشر والطيبة, فكان عملاقا في كل ما قدمه سواء للسينما أو التليفزيون. لكنه كان عازفا عن الحياة الاجتماعية.. ويرفض الاحاديث الصحفية.. كان رأيه أن اداؤه هو المقياس بينه وبين الجمهور والنقاد.. ولم يختلف احد عليه. كان طويل القامة بجسده.. وكان طويل القامة بفنه وادائه وإخلاصه. وما أجمل أن تكون الذكري عاطرة... وكان عطرها من اتقانه واخلاصه.