أقطع مسلسل الكتاب الوحيد الذي يصف حرب أكتوبر من داخل الكرملين لأتحدث عن المستشار عبد المجيد محمود الذي علي عكس ما يبدو, اثبت أنه مقاتل عنيد. فقد كان من الممكن أمام صدام واجهه مع أعلي رأس في الدولة, وإغراء منصب سفير حتي لوكانت سفارة في دولة عبارة عن شارع واحد, أن يختار السلامة وينهي مشوار عمله في هدوء وجواز سفر أحمر.. ولكنه علي العكس اختار طريق الأشواك وإعتبر المساس به خطوة لو نجحت تهدد إستقلال مؤسسة القضاء. وحتي الذين لم يكونوا لأسباب مختلفة مع النائب العام بقلوبهم إلا أنهم في هذا التوقيت بالذات وجدوها فرصة لينفثوا عن مشاعر مكبوته أحسوا بها يوم الحشد الكبير الذي نجح مؤيدو مرسي في جمعه وبدا منه أن الوطن أصبح ملكا للجماعة. وكان الغريب في خطاب طويل علي مدي ساعتين أن الرئيس والإحتفال المنصوب بمناسبة ذكري حرب أكتوبر لم يشر مرة واحدة ولو بالخطأ إلي بطل هذه الحرب أنور السادات, حتي بدا أنه كتب علي السادات أن تغطي الضربة الجوية الأولي علي بطولته طوال 30 سنة من حكم الرئيس السابق, وتختطف بطولته من سنة أولي مع الرئيس الجديد رغم أنه منحه قلادة النيل في الصباح وتجاهله تماما في المساء. معركة الرئيس والنائب لم تكن سهلة, فقد وضح في ساعات قليلة توحد الجماعة لممارسة الضغوط علي النائب العام وكانت المفاجأة موقف المستشار حسام الغرياني الذي يبدو محايدا في رئاسة لجنة الدستور إلا أنه كشف عن إخوانيته, وقد اتضح أنه إتصل بعبدالمجيد محمود وتحدث عن واقعة يذكرها التاريخ عندما ذهب مأجورو ثورة يوليو 52 إلي العالم القانوني الكبير عبدالرزاق السنهوري في مكتبه وإعتدوا عليه بالضرب! وإذا كانت ثورة يوليو قد فعلت ذلك فثورة يناير ليست أقل! مع ذلك لابد أن نقدر حكمة الرئيس مرسي وقراره الذي أطفأ نيران فتنة مع مؤسسة القضاء كان سيساندها ملايين المخلصين الذين أثبتوا أنهم مازالوا في الميدان! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر