3 حرب كيبور من داخل الكرملين: لعب فينوجرادوف سفير موسكو في القاهرة منذ عام 1970 دورا مهما في أثناء الحرب, وقد قال فيما بعد إنه قابل السادات35 مرة عشية وفي أثناء حرب أكتوبر. إلا أن علاقة فينوجرادوف بالسادات لم تكن ودية علي الرغم من أن تقاريره إلي موسكو كانت ترسم صورة وردية لاتصالاته مع السادات, وعن العلاقات المصرية السوفيتية. يشاركه في ذلك الجنرال فاسيلي أوكونيف رئيس البعثة العسكرية السوفيتية في مصر,وقد بعث بتقرير إلي موسكو يقول: مادام الجيش المصري يعتمد كليا علي الأسلحة السوفيتية والتدريب, فليس هناك ما يدعو إلي القلق تجاه موقف مصر. وعلي العكس كانت تقاريررئيس المخابرات في مصر فاديم كيربيشكو تشير إلي ابتعاد السادات عن خط عبد الناصر واتصالاته الموسعة مع الأمريكيين. .. في تقرير عن استقبال السادات لفينوجرادوف يوم 22 سبتمبر 73 في برج العرب, كتب السفير إنه شعر بأن السادات يفكر بشيء ما, وأنه تحدث بلهجة غامضة عن خطط مصر العسكرية دون أن يوضح مايريد علي الرغم من أن السادات ملزم طبقا للمعاهدة المصرية السوفيتية بإبلاغ الحكومة السوفيتية بأي قرار لبدء الحرب مسبقا. وفي3 أكتوبر كان الاجتماع الثاني, وقد تحدث فيه السادات مطولا عن استفزازات إسرائيل العسكرية مما لا يمكنه تحملها وقد يضطر إلي الرد. وعندما سأله فينوجرادوف عن حجم هذا الرد العسكري وتوقيته أجاب السادات أنه إذا دعت الضرورة سيبلغ السفير في الوقت المناسب, وأنه ينصح فينوجرادوف بألا يغادر القاهرة في الوقت الراهن. وفي اليوم التالي التقي السفير السادات ليبلغه رسالة من بريجنيف يتضمن القرار السوفيتي بترحيل العائلات السوفيتية من مصر, وقال له السادات بهدوء: هذا شأنكم. وفي يوم6 أكتوبر تحدث السادات إلي السفير صباحا ونبهه أن عليه توقع أحداث مهمة خلال أربع ساعات, ثم بعد ذلك اتصل السادات نفسه بالسفير ليقول له: ياسفير.. نحن علي الضفة الشرقية من القنال والعلم المصري يرتفع هناك.. لقد عبرنا. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر