تراجعت القضية الفلسطينية مع تصدر المشكلة السورية الاهتمام العربي والدولي, وانشغال الفصائل الفلسطينية بالتناحر وتصفية الحسابات بينها علي حساب القضية الأم. ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية, وانشغال الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمحاولة استعادة النقاط التي خسرها أمام منافسه ميت رومني في أول مناظرة جرت بينهما, وفي ظل الدعم الأمريكي المتمادي لإسرائيل بما أتاح لها الفرصة للعربدة السياسية وانتهاك كل القرارات الدولية, أطلق بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل لأطماعه العنان في التهام المزيد من الأراضي الفلسطينية والتوسع الاستيطاني والإمعان في تهويد القدس. وقد شهدت القدسالمحتلة في الفترة الماضية مظاهر استفزاز ديني طال المسلمين والمسيحيين علي حد سواء, حين قامت مجموعات من المستوطنين اليهود باقتحام المسجد الأقصي في حراسة قوات الاحتلال ليقيموا شعائرهم ويرقصوا في باحاته, كما أقدم متطرفون يهود علي كتابة عبارات مسيئة للمسيح عيسي ابن مريم علي جدران دير في جبل صهيون بالقدس. وفي الوقت نفسه تمضي عمليات تهويد القدس علي قدم وساق وعمليات الحفر تحت أساسات المسجد لخلخلتها بما يؤدي إلي انهياره لإقامة الهيكل المزعوم لليهود. إن هذه السياسة الإسرائيلية ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية تؤجج مشاعر الجانبين, وقد تدفع بالمنطقة إلي موجة عنف جديدة واسعة النطاق وتداعيات لا يحمد عقباها بما ينذر باندلاع انتفاضة ثالثة, فهذه الأحداث شبيهة بالظروف التي سبقت انتفاضة الأقصي الثانية في سبتمبر عام2000 حين اقتحم آرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الحين المسجد الأقصي مع متطرفين يهود. فمتي يدرك العالم الذي بدأت أيادي المتطرفين من اليهود تنال من مقدسات مسلميه ومسيحييه, وكذلك المنظمات الدولية المعنية, أن الأمر بات خطيرا ولابد من اتخاذ إجراءات عقابية تجاه هذه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة علي مدينة القدسالمحتلة وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية واعتبارها خطا أحمربيجب عدم تجاوزه؟. [email protected] المزيد من أعمدة مها النحاس