فاز الاتحاد الأوروبي أمس بجائزة نوبل للسلام لعام2012 لدوره المهم في توحيد القارة, لتكون بذلك المنظمة الرابعة والعشرين التي تحصل علي هذه الجائزة منذ عام1901 وحتي الآن, وسط توقعات بأن تعطي الجائزة دفعة معنوية للاتحاد الذي يسعي جاهدا لحل أزمة الديون التي يمر بها. وأوضح ثور بيورن ياجلاند رئيس لجنة منح جائزة نوبل للسلام في حيثيات منح الجائزة أن الاتحاد الأوروبي أسهم علي مدي أكثر من ستة عقود في التطور السلمي في القارة بشكل حاسم. وذكر ياجلاند, خلال الإعلان عن الجائزة, أن من الإسهامات الأخري للاتحاد الأوروبي تعزيز التطورات الديمقراطية في دول جنوب القارة, بالإضافة إلي اندماج دول شرق القارة في التكتل عقب سقوط سور برلين عام.1989 وأضاف أنها رسالة إلي أوروبا لتفعل كل ما بوسعها لتؤمن ما حققته وتمضي قدما, هذه تذكرة بما سيتم خسارته إذا تم السماح بانهيار الاتحاد. وأشاد بالاتحاد لإعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية ولدوره في نشر الاستقرار بعد سقوط حائط برلين. وأبرزت اللجنة المكونة من خمسة أعضاء والتي اتخذت قرارها بالإجماع في تعليلها التصالح الألماني- الفرنسي عقب الحرب العالمية الثانية كنتيجة ممتازة للاندماج الأوروبي. ويعتبر ياجلاند, الذي يشغل أيضا منصب الأمين العام للمجلس الأوروبي, ومدير معهد نوبل جاير لوندستاد من مؤيدي منح الاتحاد الأوروبي الجائزة منذ سنوات. وفاز الاتحاد الاوروبي من بين231 مرشحا بينهم العديد من نشطاء حقوق الإنسان الروس ووسائل الإعلام المعارضة وزعماء دينيون يعملون من أجل المصالحة بين المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم. وستسلم الجائزة البالغة قيمتها1.2 مليون دولار في أوسلو في10 ديسمبر المقبل, بالتزامن مع ذكري وفاة مؤسس الجائزة ألفريد نوبل. ويعود تاريخ إنشاء الاتحاد الأوروبي إلي عام1951 عندما تم تشكيل ما يسمي بالجماعة الأوروبية للفحم والصلب والتي ضمت ألمانياالغربية آنذاك وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورج قبل أن يتم تسميتها المجموعة الاقتصادية الأوروبية أو السوق المشتركة التي تم تأسيسها في اتفاقية روما لعام1957 والتي دخلت إلي حيز التنفيذ في العام التالي, ليتحول التكتل إلي الاتحاد الأوروبي ليضم الآن27 دولة منها دول شرق أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة. ويسعي الاتحاد الأوروبي منذ سنوات إلي منع النزاعات والحد منها حتي خارج حدوده, ويشارك الاتحاد في اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط مع روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة. ويأتي الفوز بالجائزة في الوقت الذي يواجه فيه الاتحاد الأوروبي أزمة بسبب اليورو العملة الموحدة التي تشترك فيها17 دولة, ويمثل فوزه بالجائزة مفاجأة نظرا للمشاكل الحالية التي يعاني منها. وأثار القرار ترحيبا كبيرا في الأوساط الأوروبية, حيث أعرب الرئيس الاسبق للمفوضية الأوروبية جاك ديلور عن مشاعره العظيمة بفوز الاتحاد بالجائزة, كما هنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي الناتو أندرس فوج راسموسين الاتحاد الأوروبي بالفوز بالجائزة. الفائزون بالجائزة خلال السنوات العشر الأخيرة 2000 الكوري الجنوبي كيم داي جونج 2001 الغاني كوفي أنان والأمم المتحدة 2002الأمريكي جيمي كارتر 2003 الإيرانية شيرين عبادي 2004 الكينية وانجاري ماثاي 2005 المصري محمد البرادعي والوكالة الدولية للطاقة الذرية 2006 البنجلاديشي محمد يونس وبنك جرامين 2007 الأمريكي آل جور واللجنة الدولية للتغيرات المناخية 2008 الفنلندي مارتي أهتيساري 2009 الأمريكي باراك أوباما 2010 الصيني ليو شياو بو 2011 الليبيريات: إلين جونسون سيرليف وليما جوبوي واليمنية توكل كرمان