منذ نشأتها في مطلع السبعينيات.. نالت المعمورة شهرة غير مسبوقة بين القري القابعة علي أرض مصر عامة ومدينة الإسكندرية خاصة فقد تم التخطيط لها بصورة حضارية أبهرت كل من زارها أو من عاش بين حناياها.. فقد اعتاد عليها ذويها بأن تكون هادئة ونظيفة.. وخالية من أي صراعات. فالرئيس السادات منحها صبغة حضارية عندما قرر العيش فيها في أثناء صيف القاهرة الساخن.. فكان ملجأه المعمورة الشاطئ.. حيث إدارة البلاد من تلك البقعة الناعمة من تراب مصر.. وخلت المدينة من أي مخالفات طوال تلك الفترة وتميزت مبانيها بالارتفاعات البسيطة فالتزم الجميع بقانون الجمعية التي تأسست بصورة قانونية وأصبح العقار بها يمثل قيمة مالية وأدبية لأصحابها ملتزمون بأربعة طوابق.. إلا أن جهاز أمن الدولة السابق قام بالجور علي الجمعية حيث أمر اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق باستخراج ترخيص اعتبره قاطنو المعمورة بمثابة لي الذراع وقام ببناء عمارة سكنية من11 طابقا لرجال أمن الدولة وأشرف علي تلك المخالفات اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية السابق بنفسه وقام أحد رجال الأعمال وبمعاونة مسئولي أمن الدولة ببناء مول تجاري بنفس الارتفاع.. غير عابئين بقوانين الجمعية.. بعدها عاش سكان المعمورة حالة من الألم والحسرة لما أصاب مدينتهم الجميلة من فقدان للخصوصية هجرها البعض ولم يستسلم البعض الآخر من جور الطامعين عليها.. وأوقفوا التعدي عليها ضد ما أسموهم بمافيا التعليات.. واتحد أهالي المعمورة مع مجلس إدارة الشركة وأفسدوا كل مخطط للنيل من البناء العشوائي أو المخالف.. وبعد أن هدأت المعمورة عقب بنايات أمن الدولة.. لاحت في الأفق أزمة جديدة بعد أن فوجئ قاطنو المعمورة باستخراج ترخيص من حي المنتزه تحت رقم م ذ/522/04/21 علي كامل المسطح بارتفاع11 طابقا.. فيقول الدكتور شريف عامر رئيس جمعية تنمية المعمورة وأحد قاطنيها إن استخراج رخصة البناء جاء بالمخالفة الصريحة حيث أن للمعمورة طابعا خاصا في البناء وأن الأوراق المقدمة لحي المنتزه من قبل مقدم الترخيص خالية تماما من شهادة الصلاحية المكونة من اتحاد الشاغلين أو موافقتهم المبدئية وعدم حصول مأمور الاتحاد علي موافقة الشركة مؤكدا أن البيانات الواردة بالشهادة من أن مسطح أرض العمارة هي755 م2 حيث أن مسطح الأرض هي703 م2 حيث أن باقي المسطح الذي تضمه هو عبارة عن حدائق وطرقات وممرات مملوكة لأعضاء الجمعية.. ومن ثم يكون الرسم الكروكي الموضح بشهادة الصلاحية به مخالفات صارخة بالتعدي علي أملاك المعمورة ويلتقط المهندس محمد حامد أبو المعاطي أقدم سكان المعمورة أطراف الحديث مؤكدا أن هناك مخططا كبيرا لتحويل عقارات المعمورة القديمة ذات الطابع الخاص إلي بقعة عشوائية جديدة يتزعمها مقاولون أفسدوا الحياة في الإسكندرية وشرعوا في إفساد حياة أهالي المعمورة. أما المهندس محمد عبد اللاه أحد سكان المعمورة فيقول قدمنا بلاغات ضد رئيس حي المنتزه والمسئول عن التنظيم بالحي ونحملهم المسئولية الكاملة لما يحدث من انتهاكات صارخة علي أرض المعمورة مناشدين تدخل المستشار محمد عطا محافظ الإسكندرية لوقف هذا الترخيص الذي يعد بمثابة هدم المعمورة بكاملها وتحويلها إلي كتل خرسانية... الأهرام لديها كل المستندات المقدمة من شركة المعمورة فضلا عن المحاضر والأوراق المقدمة من سكان المعمورة أنفسهم.