'للإنسان نصيب من اسمه'.. يبدو إنها مقولة صحيحة إلي حد كبير خاصة إذا كانت تنطبق علي حالة مثل' سوسن بدر', فالمعروف عن' السوسن' إنها زهرة جميلة باهرة ذات حضور طاغ وساحق وسط ماعداها من الزهور, تنبت في شتي أنواع التربة جبلية كانت أورملية أو حتي صخرية, تنمو في أقسي الظروف, تعشق الشمس لكنها تقبل أحيانا ببعض الظل. كلمة' سوسن' لها أصل إغريقي يعني قوس قزح وهو ما يعكس اختلاف ألوان هذه الزهرة الندية فمنها اللون الزهري والابيض والبنفسجي والازرق السماوي والأرجواني والأصفر وغيرذلك من مختلف الألوان. مامضي هو أقل ما توصف به الفنانة' سوسن بدر' فهي نجمة ذات ألف وجه, تملك موهبة نادرة, حتي أنك لو شاهدتها في عشرة أدوار في وقت واحد, سوف أن الشخصية هي التي تتحدث وتنطق أمامك, علي كثرة أدوارها فهي لاتعمل بمنطق' النحت' بل هي عاشقة متيمة في محراب الفن, لذا فهي لاتستطيع أن تجلس في منزلها بدون عمل لأن حياتها وإحساسها بالحياة يتحقق داخل البلاتوه. ولأنها بحق ملكة الأداء الرفيع التي تحاكي الألماس في موهبتها فكان كان من الطبيعي أن يختارها مهرجان أبوظبي السينمائي هي والنجمة الإيطالية' كلوديا كاردينالي'لتكريمهما ومنحهما جائزة' الإنجاز المهني' عن مشوارهما الفني. سوسن بدر عبرت ل الأهرام عن سعادتها البالغة, عقب إعلان إدارة مهرجان أبو ظبي السينمائي تكريمها بدورته الحالية, التي تفتح فعالياته مساء اليوم الخميس حيث قالت التكريم بالنسبة لي يعني شيئين, الأول: ذكر اسمي مقرونا بكلمة' الفنانة المصرية' فذلك يعد اعترافا بريادة مصر الفنية ومكانتها الثقافية والحضارية بين الأمم, أما الثاني فهو إحساسي بأن كل ما بذلته من جهد طوال مشواري الفني الذي يمتد لأكثر من36 عاما له مردود حقيقي, وأضافت' تذكرت شريطي الفني الطويل الذي بدأته صامتة, ثم متحدثة بجملة واحدة, إلي أن وصلت إلي مرحلة النضج الفني. وأشارت إلي أنها طوال حياتها ستظل تدين بالفضل للنجم نور الشريف لأنه ليس مكتشفها فقط في الفن بل تعلمت منه الكثير في الحياة مثل:' أن المبادئ لا تتجزأ' و'أن الفنان الذي يحترم نفسه لابد وأن يطور نفسه' و'التواضع مهما تكن حجم الموهبة والنجومية وضرورة تقبل الآخر'. وأرجعت سوسن ندرة وجودها السينمائي إلي اختياراتها التي دائما ما تكون علي أسس ومعايير محددة, رافضة ما أسمته بالظلم السينمائي لها, قائلة' السينما لم تظلمني علي الإطلاق,وأردفت قائلة:' أعتقد أنني أخذت علي قدر ما أعطيت, وطوال مشواري الفني عرضت علي أعمال كنت أقبل بعضها, وأرفض بعضها الآخر, وربما اتجهت ناحية الفيديو أكثر للتنوع وإعجابي بالسيناريوهات والقماشة الدرامية التي تجعلني استطيع الإمسك بخيوط الشخصية, وعلي أية حال أشعر بالرضا علي كل ما قدمته سواء فنا جيدا أو سئيا- من وجهة نظر البعض- لأن تلك الأعمال كانت لإختياراتي وتمنت بدر أن تكون هناك سينما تعبر عن المرأة في سن النضج أسوة بالسينما العالمية,خصوصا وأنها تندهش من هذا التجاهل فالسينما العالمية قائمة علي التنوع والنجمات في جميع الأعمار يعملن ويقدمن أعمالا متميزة مثل' ميرل ستريب وسوزان ساراندون' معربة عن أسفها من أن السينما المصرية' لا تعرف نمطا إنتاجيا يملك هذا الثراء ودائما ماتكون مقتصرة علي نمط بعينه أو فئة محددة حتي الآن في مرحلة الأهتمام بفئوية الأعمار واسناد البطولة لها, مثلما يحدث بالسينما العالمية.