علي مدي العقود الستة الماضية كانت العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية تتجاوز فكرة العلاقات الثنائية بين دولتين, حيث كانت إسرائيل حاضرة دائما ومؤثرة في تلك العلاقات, وقد كانت معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل أحد أهم عوامل تكريس هذا الشكل من العلاقات المركبة بين مصر وأمريكا. ومع فوز الرئيس محمد مرسي بانتخابات الرئاسة في مصر, بدعم من التيارات الإسلامية, التي لا تعترف بوجود إسرائيل, أو علي الأقل لا تري ضرورة لإقامة علاقات بينها وبين مصر, أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية مضطرة لتكييف علاقاتها مع مصر بناء علي تلك المعطيات الجديدة, وسيساعدها علي ذلك أنها حافظت دائما علي فتح خطوط اتصال مع جماعة الإخوان المسلمين, حتي في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. لكن استبعاد إسرائيل من معادلة العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية, وتحولها إلي علاقات ثنائية طبيعية بين دولتين تجمعهما مصالح مشتركة لن يكون أمرا سهلا, خصوصا في ظل الكونجرس الأمريكي الحالي, الذي يقرر حجم المساعدات الأمريكية لمصر, والذي يشكل قوة ضاغطة علي الإدارة الأمريكية, ويعتبر معظم أعضائه أن أمن إسرائيل أحد أهم عناصر السياسة الأمريكية الخارجية, وهو السبيل إلي الحفاظ علي استقرار الشرق الأوسط. وحول مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية في ظل التحديات, التي تواجه الرئيس مرسي وموقف الإخوان من إسرائيل( الطرف الثالث في العلاقة) يقول الدكتور عمرو كامل مرتجي, نائب رئيس جامعة النيل وعميد كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية سابقا, التاريخ أثبت أن الحكومة الأمريكية تتعاون مع أي نظام, سواء ديمقراطي أو ديكتاتوري, طالما هذا النظام يتمشي مع سياساتها الخارجية ويرعي مصالحها, بما فيها من تبن كامل لإسرائيل, ويعد هذا هو المحك في السياسة الأمريكية المستقبلية. من جانبها تري السفيرة هاجر الإسلامبولي, مساعد وزير الخارجية للشئون الأمريكية الأسبق, أن مستقبل العلاقات المصرية- الأمريكية يرتكز علي شبكة واسعة من المصالح المتبادلة, تعد اللبنة الأساسية لمستقبل العلاقات بين الدولتين, التي لابد أن ننطلق منها وليس من نقطة الصفر. وترجع أسباب هذه العلاقات القوية إلي سعي الدولتين لتحقيق الاستقرار في المنطقة, التي توطدت بشكل كبير بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل, لافتة إلي أنه قبل حرب73 لم يكن هناك نفس الاهتمام بمصر, لكن بعد نصر أكتوبر ظهرت خريطة سياسية جديدة في العلاقات الخارجية بشكل عام ومع الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل خاص. وحول تصورها لطبيعة العلاقة بين مصر وأمريكا في الفترة المقبلة, في ظل حكم الرئيس محمد مرسي, أكدت السفيرة هاجر الإسلامبولي أن معايير الحكم الحديثة القائمة علي تداول السلطة والديمقراطية هي التي ستضمن شراكة إستراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في العلاقات المستقبلية بين الدولتين, وأوضحت أن هذه المشاركة لابد أن تنمو لصالح الطرفين, وأن الدور المصري الإقليمي لابد أن تدعمه الولاياتالمتحدة.