أجازت دار الإفتاء المصرية للضعفاء والمرضي من الرجال والنساء من حجاج بيت الله الحرام ترك المبيت بمني والتوكيل عنهم في رمي الجمرات, وأكدت دار الإفتاء أن المحافظة علي أرواح الحجيج واجب شرعي. , وأنه علي الجميع أن يعملوا علي المحافظة عليها; لعظم حرمتها لما روي عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لما نظر إلي الكعبة فقال: مرحبا بك من بيت, ما أعظمك وأعظم حرمتك, وللمؤمن أعظم عند الله حرمة منك. وأوضحت دار الإفتاء أن الالتزام بالمبيت بمني وإلزام الحاج به مع أعمال الحج الأخري يزيد من إجهاده وضعفه, ويجعل الجسم في أضعف حالاته, ومن الأنسب أن يأخذ هؤلاء حكم من رخص لهم ترك المبيت بمني خاصة أن المبيت ليس من أركان الحج عند جميع المذاهب المتبعة. وأضافت الفتوي في معرض ردها عن حكم الشرع في ترك الضعفاء والمرضي من الرجال والنساء من حجاج بيت الله الحرام المبيت بمني أنه في هذه الأيام تزداد الحاجة إلي التيسير علي الناس في فتاوي الحج وأحكامه; فإن من الحكمة مراعاة أحوال الناس في أدائهم لمناسك الحج بحيث نجنب الحجيج ما قد يصيبهم من أمراض وأوبئة, حتي يعودوا إلي أهليهم سالمين غانمين إن شاء الله تعالي, خاصة في الأماكن التي يكثر فيها التجمع, والتي جعل الله فيها سعة لعباده خاصة أن المبيت بمني ليالي التشريق مختلف فيه بين العلماء, وأنه حتي علي قول الجمهور من العلماء بأن المبيت بمني واجب فإنهم يرخصون لمن كان ذا عذر شرعي بترك المبيت ولا إثم عليه حينئذ ولا كراهة ولا يلزمه شيء أيضا, ولا شك أن الخوف من المرض من جملة الأعذار الشرعية المرعية. وحول حكم توكيل الحجاج من الضعفاء والمرضي من الرجال والنساء لغيرهم من حجاج بيت الله الحرام في رمي الجمرات عنهم أكدت أمانة الفتوي في معرض ردها أن النيابة أو التوكيل لشخص آخر في الرمي للضعفاء والمرضي والنساء جائزة شرعا, ودليل ذلك أنه تجوز الإنابة في الحج, لذا فإنابة أو توكيل شخص آخر في الرمي جائزة من باب أولي; لأن الحج رمي جمرات وزيادة; وأن النيابة في رمي الجمرات رخصة لأهل الأعذار من المرضي ونحوهم ممن توجد فيه العلة, ولذا فقد ذكر كثير من الفقهاء أمورا غير التي ورد بها النص إلحاقا بهذه الفروع علي الأصل, كمن خاف علي نفسه أو ماله, أو كان يتعاهد مريضا أو ما ينبغي تهيئته للحجيج.